“فايننشال تايمز”: السيسي “فرعون” جديد في مصر … وبعد حسني مبارك “تبخّرت” الثورة
القاهرة ـ الرأي الجديد (صحف)
لا يزال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، يثير جدلا في مختلف الصحف العالمية، نتيجة انتهاجه لسياسات فيما يتعلّق بحقوق الإنسان، والتي تثير قلق العديد من المنظمات والهيئات الحقوقية .
وفي هذا السياق، اعتبرت صحيفة، “فايننشال تايمز”، أن الدولة المصرية أصبحت أكثر ضعفا في عهد عبد الفتاح السيسي، مقارنة بفترة الرئيس الأسبق، محمد حسني مبارك، فتبخّرت أحلام الثورة و”قتلت” المعارضة، وتراجع الاستثمار الأجنبي بتراجع التأثير الإقليمي.
وأضافت الصحيفة، أنه رغم تداول أجيال من الانقلابيين العرب على السلطة بـ”الحديد” و”النار”، إلاّ أن ثورة ميدان “التحرير”، كانت تستحق ذلك الاسم، لأن شعبا في الشوارع أطاح بنظام قوي متجذّر بالجيش والقوى الأمنية، وكان شعارها الوحيد “ارفع رأسك فأنت مصري”.
وذكّرت “الفايننشال”،بفوز الإخوان المسلمين، بأولى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، غير أنهم أضاعوا الفرصة منذ عامهم الأول، وفشلوا في المهمة التي ألقيت على عاتقهم، بسب رغبتهم في السيطرة على مفاصل الدولة، وإقصاء جزء كبير من الشعب المصري، محاولين بذلك اختطاف الثورة والسيطرة عليها، لتبقى المؤسسة العسكرية تراقب المشهد عن كثب وتتصيّد الفرصة لتنقضّ على الثورة وما أتت به.
وقالت الصحيفة، إن العداء للإخوان المسلمين، كان سببا مباشرا في عودة المنظومة القديمة، التي جاءت يافطة حركة “تمرّد”، التي كانت مدعومة من الجيش.
وبحكم مكانة الجيش كمؤسسة داخل قلوب المصريين، فقد حصل على جرعة من الشرعية الشعبية التي ساعدته على إعادة تكريس الدولة الأمنية.
وفي عهد السيسي، أصبحت مصر تحت حكم “فرعون” جديد، جيء به على أعناق الليبراليون واليسار الوطني، الذي عمل طويلا للإطاحة بمبارك، فتحركت “ماكينة” النظام القديم بـ”السرعة القصوى”، والهدف من ذلك خنق جماعة الإخوان المسلمين، وقتلهم في الشوارع، وملأ السجون بهم، ليأتي الدور من بعد ذلك على أعداء الإخوان ومبارك معا.
وذكّرت الصحيفة، بفوز عبد الفتاح السيسي، بانتخابات 2014 وفي 2018، في حملة ظهرت وكأنها تسويق تجاري وليس منافسة سياسية، وتمتع فيها بسلطات لم يتمتع بها حتى مبارك، ليتفرغ من بعد ذلك للقضاء على المعارضة، فعلى خلاف مبارك الذي أحاط نفسه بأحسن المستشارين في مجال السياسة الخارجية، فضّل السيسي، المطيعين أو الرجال الذين يوافقون على كل ما يقول.
وبيّنت صحيفة “الفايننشال تايمز”، أنه في عهد السيسي، بدا الاقتصاد المصري مثل إمبراطورية تجارية عسكرية، تشمل كل شيء من تربية الدجاج إلى مزارع الأسماك ومنتجعات السياحة والبناء.