العلاقة الأمريكية التركية في “مفترق” الطرق …
عواصم ـ الرأي الجديد (مواقع)
أزمة جديد ومتجددة، تلوح في الأفق بين تركيا والولايات المتحدة الأميركية، بسبب مضي أنقرة في شراء منظومة صواريخ ” S400″ الروسية، التي أثارت قلق الإدارة الأمريكية.
وفرضت الولايات المتحدة، عقوبات على رئاسة صناعات الدفاع التركية، بسبب شراء أنقرة منظومة الدفاع الجوي الروسية ” إس-400″، بدعوى أن الصفقة ستعرض أمن التكنولوجيا العسكرية الأمريكية والعسكريين الأمريكيين للخطر.
ولحلحة الأزمة بين الحليفين، صرّح وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار في مقابلة صحفية، إن بلاده ستقترح تفعيلا جزئيا فحسب للصواريخ الروسية “إس-400″، في المفاوضات مع واشنطن، مضيفا أن بلاده مستعدة للحوار بشأن المنظومة وقد لا تستخدمها.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، إن موقف واشنطن بشأن منظومة الصواريخ الروسية “إس-400″التي حصلت عليها تركيا، لم يتغير.
وكانت واشنطن، قد فرضت آخر العام الماضي عقوبات على أنقرة بسبب هذه الصواريخ الروسية، وتجلّت في حظر منح أي تصاريح لتصدير الأسلحة للوكالة الحكومية التركية المكلفة بشراء تجهيزات عسكرية.
وفي وقت سابق، أعرب السفير الأميركي في تركيا “ديفيد ساترفيلد”، عن أمله في حل مشكلة منظومة صواريخ “إس-400” الروسية في تركيا، معلنا أن إدارة الرئيس جو بايدن، ستصوغ مقاربات سياسية جديدة حيال بعض القضايا الخاصة بتركيا.
* لماذا ترفض الولايات المتحدة الأمريكية هذه الصفقة ؟
وبحسب تقرير صادر عن الصحيفة الأمريكية،” واشنطن-بوست”، تملك منظومة S-400، المعروفة أيضاً داخل الناتو باسم” SA-21 Growler”، رادارات متطورة ولا تتوافق مع تكنولوجيا الناتو.
وسيُمثِّل نشر المنظومة في تركيا، مزيداً من التقدُّم في مساعي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لهندسة دور أكبر في الشرق الأوسط.
وما تخشاه الولايات المتحدة، هو إمكانية استخدام المنظومة الروسية لجمع معلومات استخباراتية بشأن قدرات التخفِّي الخاصة بمقاتلات F35.
* لماذا تصرّ تركيا على المضي قدماً في الصفقة ؟
ومن جهته، يقول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنَّ حلفاء تركيا الغربيين لم يُزوِّدوا بلاده بالدفاعات الضرورية في وجه التهديدات الصاروخية من دول الجوار إيران والعراق وسوريا.
وكانت الولايات المتحدة أحبطت لسنوات، بيع منظومة الدفاع الجوي “باتريوت” لتركيا وتقاسم تكنولوجيا المنظومة في نفس الوقت.
وفي ديسمبر الماضي، أخطرت الخارجية الأمريكية الكونغرس أنَّها اقترحت السماح بعملية البيع، في مناورة تهدف على ما يبدو لإلغاء أردوغان صفقة S-400 لكنَّ تركيا لم تتحرك، واستشهدت بالغموض المحيط بنقل التكنولوجيا والجدول الزمني للتسليم.