نحو إنهاء “الحرب”: اليمن تسير على خطى ليبيا
عواصم ـ الرأي الجديد (وكالات)
من الناحية التاريخية، كانت الحروب الأهلية المماثلة لحرب اليمن، تنتهي إمّا عند فوز طرف واحد بانتصار عسكري حاسم، أو عندما يتفاوض طرف ثالث حول التوصل إلى تسوية بين الفصائل المتحاربة.
ويبدو أن الخيار الثاني هو الأقرب للواقع، مع تصاعد وتيرة الخطاب الدبلوماسي، وتراجع الولايات المتحدة الأمريكية عن دعمها للسعودية، في حربها على اليمن التي دارت رحاها على مدار ست سنوات بالتمام والكمال، والتي أودت بحياة عشرات الآلاف وشردت الملايين، وخلقت ما وصفته الأمم المتحدة بـ”الكارثة الإنسانية”.
*المبعوث الأممي يبحث في إيران وقف الحرب في اليمن
في زيارة هي الأولى له إلى طهران، بحث مارتن غريفيث يومي، مع وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف ومسؤولين آخرين، سبل إنهاء الحرب في اليمن، وذلك مع استئناف المساعي الدبلوماسية، عقب إعلان إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أنها قررت وقف دعمها العسكري للحرب، التي تخوضها السعودية ضد الحوثيين في اليمن.
وقال غريفيث، خلال لقاء جمعه مع ظريف، إن حل الأزمة اليمنية يمرّ عبر وقف إطلاق النار، وبدء حوار سياسي، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن.
من جانبه، أكد ظريف، استعداد بلاده لدعم أي دور فاعل للأمم المتّحدة لحل الأزمة في اليمن.
وقد نفت الخارجية الإيرانية، أن يكون غريفيث، قد حمل رسالة أميركية تتضمن عرضا بوقف دعم واشنطن للسعودية في اليمن مقابل وقف دعم طهران للحوثيين.
*إستراتيجية بايدن لإنهاء الحرب في اليمن
وفي هذا السياق، أشار وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن إلى أن الصراع في اليمن يتعلق بالنسبة لإدارة جو بايدن بـ3 أمور مهمّة:
* إنهاء دعم الولايات المتحدة الأمريكية للحملة العسكرية بقيادة السعودية في اليمن
* الالتزام بالدفاع عن المملكة العربية السعودية ضد العدوان الموجه ضدّها من الحوثيين
* الميل نحو لعب دور قيادي ودور نشط دبلوماسيا لمحاولة إنهاء الحرب بالفعل
وقال بلينكن، أن الرئيس جو بايدن، يرى أنه “يجب أن نعمل على انهاء أسوأ أزمة إنسانية في العالم، الملايين من الناس يعيشون في وضع يائس جدا، وإنهاء الحرب هو الشيء الحاسم في تحسين أحوالهم ووضعهم”، وذلك في تصريح أدلى به سابقا لشبكة “سي إن إن” الأمريكية.
غير أن الرئيس الأمريكي، يواجه معضلة عدم اتفاق كل الدوائر الأمريكية، تجاه قراره المتمثل في رفع جماعة “الحوثي” من قائمة المنظمات الإرهابية.
وتمثل الموقف الرسمي الأميركي، منذ حكم الرئيس الأسبق باراك أوباما والذي امتد لسنوات حكم الرئيس دونالد ترامب، في دعم قوي للحملة الجوية والبرية السعودية الإماراتية والقوى اليمنية المتحالفة معهما، والتي تهدف إلى طرد الحوثيين من صنعاء، وفقا لقراري مجلس الأمن الدولي 2201 و2216.