هل أخفق “ملتقى الحوار الليبي في تونس في إنتاج مخرجات جديدة ؟؟
طرابلس (ليبيا) ــ الرأي الجديد (مواقع)
انتهت الجولة الأولى لملتقى الحوار السياسي الليبي الذي انعقد في تونس مدة 6 أيام، دون حسم تشكيل حكومة جديدة، ومجلس رئاسي مصغر، كما كان منتظرا، ما أثار تساؤلات عن السبب في إخفاق المشاركين في الملتقى، في تحقيق هذه الأهداف التي وضعتها البعثة الأممية على رأس أجندة الحوار الليبي في تونس..
فمن عرقل التوافق في اجتماعات تونس؟ وهل اللقاءات المرئية قادرة على حسم ملفات أخفقت فيها اللقاءات المباشرة؟
حلول جاهزة
وقال عضو البرلمان الليبي، صالح فحيمة، في تصريح إعلامي، أن “اجتماعات تونس لم تُبن على ما انتهى إليه من تحاوروا قبلها، لذلك كان الفشل هو النتيجة المتوقعة، وما أفشل هذه الاجتماعات هو سياسة فرض الحلول الجاهزة، وإرغام الأطراف على قبولها، واستخدام عنصر المفاجأة في طرح الأفكار على المتحاورين”.
واعتبر أنّ ما تم الإعلان عنه، يعدّ ثمرة جهود سابقة باستثناء تحديد تاريخ الانتخابات، بل إنّ هذا بدوره، قد سبق تحديده مرتين قبل ذلك، ولم يتم الالتزام به، لذا لا أتوقع أن يتم حسم شيء الأسبوع المقبل”، حسب توقعاته.
بين الهيئة التأسيسية… والبعثة الأممية
أما السيد إبراهيم البابا، عضو هيئة صياغة الدستور الليبي، فأوضح أنّ “ما عرضته بعثة الأمم المتحدة في ملتقى تونس، حول خارطة الطريق، وبالتحديد الإطار الدستوري، يشكل سابقة خطيرة ومخالفة لكل المعايير الدولية.
وأشار إلى أنّ البعثة الأممية، طرحت استبدال الهيئة التأسيسية المنتخبة من الشعب، بلجنة مختارة من موظفي بعثة الأمم المتحدة للبت في الاستحقاق الدستوري.
واعتبر البابا، أنّ أعمال الدساتير من أعمال السيادة، لذا لا يجوز لغير الليبيين إقرار دستورهم.
يذكر أنّ الهيئة التأسيسية المنتخبة من الشعب، كانت أقرت مشروع الدستور، وهو جاهز للاستفتاء عليه، وفق ما أكده عديد الليبيين الحاضرين في ملتقى تونس.
من جهة أخرى، اعتبر عديد الحضور في ملتقى تونس، أن أهم عائق منع توصل الأطراف الليبية إلى الاتفاق، هو صراع وتقاسم المصالح، ما يفسّر رفض كل طرف التنازل عن مصالحه، وهو ما أثر على مسارات النقاش ومخرجات حوار تونس.
وشهدت جلسات الحوار الليبي في تونس، عدة مناقشات وخلافات أحيانا، ورغم الإخفاق في حسم ملف الحكومة والمجلس الرئاسي الأعلى، إلا أن البعثة الأممية اعتبرت الجولة الأولى ناجحة، وحققت عدة إنجازات، أهمها: الاتفاق على إجراء انتخابات عامة في ليبيا في 24 ديسمبر 2021، والاتفاق على وثيقة الاختصاصات ومعايير الترشح.
وأعلنت البعثة الأممية في بيان لها، أن “الملتقى حقق إنجازات، وأن المناقشات ستتواصل عبر الإنترنت في 23 نوفمبر الجاري، بهدف التوصل إلى اتفاق حول معايير الاختيار للحكومة والمجلس الرئاسي.