الساحة الثقافية والفكرية في تونس تفقد الجامعي والمفكر المنصف ونّاس
تونس ــ الرأي الجديد / سندس عطية
انتقل إلى جوار ربّه، صباح اليوم، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة التونسية، والمدير العام لمركز “سيراس”، منصف ونّاس، بعد إصابته بفيروس “كورونا”.
والمنصف ونّاس يعتبر من أهمّ الوجوه المؤسسة لعلم الاجتماع في تونس، حيث كتب عددا من الكتب التي اشتهرت على المستوى العربي مثل “الشخصية الليبية.. ثالوث القبيلة والغنيمة والغلبة “، و”الشخصية التونسية.. محاولة في فهم الشخصية العربية”، و “الدولة والمسألة الثقافية في المغرب العربي”.
ويعتبر ونّاس، من أبرز القامات الأكاديمية في الفكر التونسي.
وعرف المنصف ونّاس، بانتقاده الشديد لمسار الانتقال الديمقراطي في تونس، منذ سنة 2011، معتبرا من خلال أبحاثه المنشورة، أنه لا يمكن أن تكون هناك ثورة سياسية دون أن تسبقها ثورة ثقافية.
واشتهر منصف ونّاس، داخل الأوساط الثقافية التونسية، باستقلاليته السياسية عن كل الأحزاب.
وعرف الفقيد برصانته الفكرية، وانحيازه للحريات وللمسألة الديمقراطية، وتفكيك العقل السياسي العربي، والمغاربي تحديدا، من منظور سوسيولوجي، وثقافي، باعتباره من أشدّ المدافعين عن الطروحات الفكرية والثقافية في عملية التغيير السياسي في البلدان.
اشتغل في الألكسو لفترة طويلة، أضافت له زخما فكريا وحضاريا، وأفقا واسعا في النظر للقضايا السياسية المغاربية والعربية..
وكان المنصف ونّاس، من أكثر المثقفين والسياسيين التونسيين العارفين بالشأن الليبي، إلى درجة أنه أصبح قادرا على مناظرة كبار المؤرخبن والمثقفين اللليبيين حول تاريخ ليبيا ومجريات الأمور السياسية والثقافية والسوسيولوجية هناك.
يذكر أنّ الفقيد المنصف ونّاس، أصيب بكوفيد19، قبل فترة، دخل على إثر ذلك إلى أحد المصحات الخاصة، قبل أن ينقل إلى المستشفى العسكري، حيث قضى فترة في حالة صراع مع الفيروس، قبل أن تأخذه المنيّة صبيحة اليوم..
رحم الله الفقيد ورزق أهله وذويه جميل الصبر والسلوان … وإنا لله وإنا إليه راجعون …