رؤساء دول كبرى قلّلوا من خطورة “كورونا” … فأصابهم الفيروس واجتاح دولهم
تونس ــ الرأي الجديد (وكالات ومواقع)
قال “موقع فوكس”، الأميركي (Vox) إن الرئيس دونالد ترامب انضمّ إلى قائمة متزايدة من القادة الذين قللوا من خطورة فيروس “كوفيد 19” أو أساؤوا التعامل معه، وأصبحوا رموزا لسياسات فاشلة تجاه الوباء.
ونشر الموقع، تقريرا يفيد بأن الدول التي يقودها هؤلاء القادة، هي أكثر الدول التي انتشر فيها الوباء، وسجّلت أعلى أرقام الإصابات والوفيات في العالم، لأن رسائل الصحة العامة فيها تكون مشوشة وملتبسة على الجمهور.
وتناول الموقع، ما جرى لكل من ترامب والرئيس البرازيلي جايير بولسونارو ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، باعتبارهم رموزا للقادة الذين قللوا من أهمية الفيروس وأصيبوا به، وتابع تفاصيل ذلك وتأثير إصاباتهم الشخصية على سياساتهم لمواجهة الوباء وما إذا كانوا قد غيروا هذه السياسات بسبب إصاباتهم.
وقال إن الولايات المتحدة، فشلت في احتواء انتشار الفيروس، وتصدّرت العالم في كل من عدد الإصابات والوفيات، وكان رئيسها يقلل من شأن الوباء في وقت مبكر، وضلل الجمهور عن عمد، وكما اعترف للصحفي بوب وودوارد فإنه عمل ضدّ المبادئ التوجيهية لحكومته، وشجع الولايات على إعادة فتح أبوابها قبل الأوان، وكان لا يأبه بارتداء الأقنعة، واستضاف تجمعات كبيرة في الأسابيع الأخيرة تنتهك القيود في الولايات.
* التفكير السحري
ووصف الموقع، تفكير ترامب بـ “السحري”، عندما يعلن أن بلاده ستتغلب على الفيروس، وأنه سيختفي دون تدخل وقيود، وأن كثرة الحالات المتزايدة كانت نتيجة لكثرة الاختبارات.
وأضاف أنه من الصعب إجراء مقارنات بين البلدان، لكن عناصر هذا “التفكير السحري” يشترك فيها بعض نظراء ترامب الشعبويين في الخارج، والزعماء الاستبداديون في أماكن مثل البرازيل وإيران وبيلاروسيا الذين قللوا من انتشار الفيروس.
ففي البرازيل، قلّل بولسونارو من شأن الوباء، وأصيب في جويلية الماضي، عندما سجّلت بلاده ثاني أكبر عدد من الحالات والوفيات بعد الولايات المتحدة.
وأنكر بولسونارو بقوة -ربما أكثر من أي زعيم آخر- خطر الفيروس، ووصفه بأنه “إنفلونزا خفيفة”، وقال في أواخر مارس، “سنموت جميعنا يوما ما”، وعارض قرارات حكام الولايات بفرض إجراءات الإغلاق، وحضر احتجاجات مناهضة للإغلاق، والتقى بمؤيديه دون ارتداء قناع، ودفع لإعادة فتح الشركات على الرغم من تفشي المرض المتزايد، وفقد وزيري صحة -أحدهما تم فصله والآخر استقال- خلال حالة الطوارئ الصحية العامة.
وأيّد بولسونارو، استخدام هيدروكسي كلوروكين وكلوروكين، وهما الدواءان المضادان للملاريا المثيرة للجدل، وذلك على الرغم من قلّة الأدلة العلمية الجيدة على فعاليتهما في علاج كوفيد-19، وعزا تعافيه إلى هذين الدواءين.
* بولسونارو شعبوي “كاذب”
وقضى بولسونارو الأسابيع الثلاثة في عزلة، مع ظهور أعراض طفيفة على ما يبدو، وأعلن في نهاية جويلية، أنه تعافى من الإصابة، وساعدت حالته -التي تبدو خفيفة- في تغذية خطابه الذي يستخف بالفيروس، ويقول إنه مجرد شيء تمّ التلاعب به من قبل وسائل الإعلام، وعزّز صورته بين المؤيدين أنه كان رجلا قويا تمكن بسهولة من هزيمة الفيروس الذي كان يخاف منه الجميع.
ومع ذلك، كما هو الحال في الولايات المتحدة، فإن اشتهار بولسونارو بالكذب، يجعل من الصعب تصديق تصريحاته، فبعد فترة وجيزة من تعافيه ادعى أنه كان يتناول مضادات حيوية لـ”رئتيه الخاملتين”، وألقى باللوم على عدم نشاطه خلال فترة عزله.
ولم يغير الرئيس البرازيلي أسلوبه في التعامل مع الوباء بعد إصابته بالفيروس، ولا يزال يعطي أولوية للاقتصاد على تدابير الصحة العامة، رغم أن مسار الوباء لم يتغير وأودى بحياة أكثر من 140 ألفا، وذلك في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة.
* جونسون تغيّر بعد إصابته
أما رئيس وزراء بريطانيا، بوريس جونسون، -وبعد إظهاره عدم القلق من الوباء واتخاذه سياسات متساهلة- فقد عاد متغيرا بعد إصابته وغيّر لهجته، لكن الإخفاقات الكبيرة لحكومته في البداية جعلت من الصعب التغلّب على هذه المشاكل.
ولا يزال لدى بريطانيا، أعلى عدد من الوفيات في جميع أنحاء أوروبا، كما أنها تواجه ركودا دراماتيكيا يمكن أن يزداد سوءا إذا لم يتوصل جونسون إلى اتفاق بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقد لا يتحقق له ذلك بالنظر إلى الطريقة التي فجّر بها محادثات الخروج “بريكست”.
* إيران وبيلاروسيا
وأشار موقع “فوكس”، في معرض استعراضه السياسات التي خلقها هؤلاء القادة وأدت إلى صعوبة السيطرة على الوباء إلى إخفاء قادة إيران المعلومات عن الجمهور بشأن الفيروس، مؤكدا أنهم علموا بالوباء في وقت مبكر، لكنهم قاوموا إبلاغ الجمهور أو اتخاذ الإجراءات، وحولوا بلادهم إلى بؤرة للوباء، وسقط كبار رجال الدين ووزراء الحكومة بالمرض.
كذلك، قال إن دكتاتور بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، قلّل من شأن الفيروس، ووصفه بأنه مرض عقلي “ذهان” يمكن علاجه بـ “الساونا والفودكا”.
وعلّق الموقع، بأن التقليل من شأن الوباء ليس بالأمر المفاجئ في البلدان الاستبدادية، حيث تخضع المعلومات لرقابة مشددة ولا يخضع المسؤولون للمحاسبة إلى حدّ كبير أمام الجمهور، وفسر سلوك ترامب وبولسونارو وجونسون الذين يقودون دولا ديمقراطية بأنهم عملوا منذ وقت مبكر على زرع انعدام الثقة في العلم والخبرة ووسائل الإعلام وحتى المؤسسات.
المصدر: (الجزيرة نت)