أحرقوا صور “حفتر” في بنغازي.. احتجاجات عارمة في ليبيا بعد تردي الأوضاع المعيشة
طرابلس ــ الرأي الجديد (مواقع إلكترونية)
شهدت مدينة بنغازي شرقي ليبيا، احتجاجات غاضبة على تردي الخدمات وتدني مستوى المعيشة، أحرق المشاركون فيها صورا للجنرال الانقلابي، خليفة حفتر.
وأظهرت مقاطع مصورة تداولها ناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام محلية، متظاهرين بالمئات في بنغازي يقطعون طرقا ويضرمون النار في إطارات سيارات.
وهتف المتظاهرون بشعارات عدة من قبيل: “ما نبو (لا نريد) غير كرامتنا فيها عشنا ولا (أم) متنا”، و”نوضي نوضي (ثوري ثوري) يا بنغازي سرقوا فلوسك فيش تراجي (ماذا تنتظرين؟)”. فيما بث آخرون مقاطع مصورة لهم وهم يحرقون صور حفتر.
وتداول ناشطون مقطعا مصورا، تضمن بيانا باسم شباب مدينة بنغازي، طالبوا فيه بـ “إسقاط جميع أجسام الدولة التي عجزت عن خدمة المواطنين”.
ويقول ليبيون في بنغازي الخاضعة لسيطرة الانقلابي حفتر، إن المدينة تشهد انقطاعا للتيار الكهربائي يمتد لفترات طويلة يوميا، فضلا عن ارتفاع أسعار الوقود والسلع والمواد الغذائية.
تدافع الليبيين على الوقود
يتدافع المستهلكون أمام محطات الوقود في العاصمة الليبية طرابلس منذ أسبوع، مع تدني كميات البنزين المتوافرة.
المؤسسة الوطنية للنفط تؤكد أنها تبذل كل جهد ممكن لإيصال الوقود إلى كافة أنحاء ليبيا وإلى محطات توليد الكهرباء في مختلف أرجاء البلاد، على الرغم من إقفال مصافي النفط المحلية واستنزاف الميزانيات لاستيراد المحروقات خلال الفترة الماضية لتعويض توقف إنتاج المصافي المحلية والعجز المالي.
وأوضحت عبر بيان لها أن الإغلاق غير القانوني للمنشآت النفطية التابعة للمؤسسة تسبب في العبث بالاقتصاد الليبي وعدم الاكتراث بالوضع المعيشي المزري، الذي يعيشه كل مواطن في ليبيا اليوم بسبب هذا الإغلاق.
وأقفلت غالبية المحطات، فيما القليل منها مفتوح، وأمامها طوابير من السيارات. ووصل سعر لتر البنزين إلى دينار بالسوق الموازي، بينما يباع بسعر مدعوم في محطات الوقود وناقلات النفط الجوالة في وسط العاصمة 15 قرشاً.
ويجمع الليبيون، على غياب الخدمات الحكومية، فلا كهرباء ولا بنزين، والظروف المعيشية لا تطاق.
وضع اقتصادي صعب
ويفسر مسؤولو حكومة الوفاق، هذا الوضع، بوجود موجة جديدة من ارتفاع أسعار السلع في الأسواق، موضحين أن المجلس الرئاسي، اتخذ جملة من الإجراءات، من بينها صرف علاوة الزوجة والأبناء خلال الأيام المقبلة، التي من شأنها التخفيف على المواطن من التضخم الذي يكوي الجيوب.
ويؤكد مراقبون، أن ليبيا مثقلة بأزمات لا يمكن إحصاؤها فتوقف النفط، إنتاجا وتصديرا، كبّل الحركة الاقتصادية بالبلاد، مشيرين إلى أن الوضع الاقتصادي، يتدهور بشكل كبير جدا، إضافة إلى نقص الأدوية في المستشفيات، وغياب الرعاية الصحية، مع تفشي فيروس كورونا المستجد، إلى جانب ارتفاع سعر صرف الدينار في السوق الموازي تسبب في ارتفاع أسعار السلع الأساسية.
وبلغت مصروفات المحروقات خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري 1.98 مليار دينار (1.4 مليار دولار)، حسب بيانات رسمية، وبسبب إقفال الحقول والموانئ النفطية، توقفت 5 مصافٍ لتكرير النفط، يغطي إنتاجها 30% من احتياجات السوق المحلية.
وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط، وصول مجموع خسائر وقف إنتاج النفط إلى 9.66 مليارات دولار، حتى 12 سبتمبر الجاري. وفي 17 جانفي الثاني الماضي قام موالون للواء المتقاعد خليفة حفتر، بإغلاق الحقول والموانئ النفطية.