لقاح كورونا يتسبب بمعركة استخباراتية حامية الوطيس بين الدول والجواسيس
نيويورك ــ الرأي الجديد (وكالات)
فيما ينتظر الملايين من سكان العالم توّصل الجهود المخبرية إلى يجاد لقاح فعّال لفيروس الكورونا، تدور خلف ستار إنتاج المضاد الناجح للفيروس، منافسة شرسة بين الدول المتقدمة، وهيئاتها الإستخبارية، من أجل الإستحواذ على اللقاح والإنفراد بتسويقه.
فلا عجب أن تتطور الأمور إلى مواقف صدامية بينها.
وأفادت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية في هذا السياق، بأن حربا استخباراتية ضروسا تدور رحاها حاليا، في وقت كثّفت فيه الصين وروسيا جهودهما لسرقة الأبحاث العلمية التي تضطلع بها مؤسسات وشركات أميركية، لاكتشاف لقاح لفيروس كورونا المستجد كوفيد- 19.
قراصنة صينيون
وذكرت الصحيفة في تقرير إخباري، أن القراصنة التابعين لأجهزة الاستخبارات الصينية عكفوا على البحث عما يعتقدون أنها أهداف سهلة، في مسعى منهم لسرقة بيانات عن لقاح فيروس كورونا.
وبدلا من تعقب شركات الأدوية، أجرى أولئك القراصنة ما وصفته الصحيفة بـ “استطلاع رقمي” لجامعة كارولينا الشمالية وكليات أخرى، منخرطة في إجراء أبحاث علمية متطورة. وإلى جانب جامعة كارولينا الشمالية، استهدف القراصنة الصينيون أيضا جامعات أخرى في أنحاء الولايات المتحدة اخترقت الشبكات الإلكترونية لعدد منها، بحسب مسؤولين أميركيين.
ونقلت “نيويورك تايمز” عن جون ديميرز – وهو من كبار المسؤولين في وزارة العدل الأميركية – تصريحا سابقا أدلى به الشهر الماضي خلال منتدى لمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية قال فيه: “سيكون مفاجئا لو أنها (الصين) لم تحاول سرقة أهم البحوث الطبية الحيوية”.
وتؤكد الصحيفة الأميركية – نقلا عن مسؤول سابق على دراية بالأنشطة الاستخباراتية – أن محاولات الصين للتجسس معقدة، فعملاؤها استخدموا معلومات استقوها خلسة من منظمة الصحة العالمية لترشدهم في مساعيها لقرصنة أبحاث لقاح كورونا في الولايات المتحدة وأوروبا على حد سواء.
وتراقب وكالة الاستخبارات المركزية “سي آي إيه” (CIA) وأجهزة أخرى عن كثب، تحركات الصين داخل الهيئات الدولية، بما فيها منظمة الصحة العالمية.
كما حذر مسؤولون حكوميون آخرون، من أن عملاء المخابرات الصينية داخل الولايات المتحدة ودول أخرى، سعوا إلى جمع معلومات عن العلماء أنفسهم، الذين يجرون تلك البحوث.
غير أن الاعتقاد السائد لدى المسؤولين في الولايات المتحدة، أن الجواسيس الأجانب لم يحصلوا إلا على معلومات قليلة من شركات التكنولوجيا الحيوية، التي استهدفوها أمثال غيلياد ساينسز (Gilead Sciences)، ونوفافاكس (Novavax) وموديرنا (Moderna).
الاستخبارات الروسية
الجدير بالذكر، فإنّ القراصنة الصينيين ليسو الوحيدين الذين ينشطون في هذا المجال، فهناك جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، الذي تجسس على الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا، إلا أن محاولاته تلك كشفتها وكالة مخابرات بريطانية معنية برصد كابلات الألياف الضوئية، وفق ما ذكرته الصحيفة.
ووفقا لمسؤول غربي مطّلع على معلومات استخبارية، فقد توسع حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) في عمليات تتبع محاولات الكرملين لسرقة أبحاث تتعلق بلقاح كورونا.
نشير إلى أن هذا التنافس بين أجهزة المخابرات الدولية، يعيد إلى الأذهان سباق الفضاء بين الاتحاد السوفياتي السابق والولايات المتحدة، اللذين اعتمدا على أجهزة مخابراتهما للحاق أحدهما بالآخر في حال بدا أنه يحقق إنجازا مهما في ذلك المجال.
وفي الوقت ذاته، بدأت وكالة المراقبة الإلكترونية البريطانية تدرك حقائق عن محاولة روسيا للقرصنة، كما علمت المخابرات الأميركية عن القرصنة الصينية، فكان أن أوفدت وزارة الأمن الوطني ومكتب التحقيقات الفدرالي “إف بي آي” (FBI) فرقا للعمل مع خبراء التكنولوجيا الحيوية لتعزيز آليات الدفاع عن شبكات حواسيبها.
المصدر: صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية