اليونان تصعّد التوتر مع تركيا وتشترط توسيع مياهها الإقليمية في بحر إيجة
أثينا ــ الرأي الجديد (مواقع الكترونية)
وسعت اليونان مياهها الإقليمية في بحر إيجة وممرات العبور بينه وبين البحر المتوسط إلى 12 ميلا، وهو ما أزال حقوق استفادة أنقرة وأثينا بالتساوي من بحر “إيجة”.
واعتبرت أنقرة ذلك، سلبا للحقوق التركية في الجرف القاري، وبالتالي قطع الصلة بين المياه الإقليمية التركية في المنطقة مع مناطق البحار المفتوحة. والنتيجة لا تساهم أفعال اليونان في حل الأزمة في شرقي المتوسط، ولا تحقق أي مكاسب لها في “إيجة” سوى تصعيد التوتر بينهما.
وضعت اليونان شرطا لبدء مفاوضات مع تركيا تستهدف تهدئة التوترات بين البلدين في منطقة شرق البحر المتوسط، في حين كشفت مصادر عديدة عن دعوة أنقرة إلى تقاسم المنطقة التي تشهد صراعا على استغلال موارد الطاقة. إذ قال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس اليوم الجمعة في مؤتمر صحفي بأثينا، إن بلاده لن تدخل في أي مفاوضات قبل أن توقف تركيا ما وصفها بتهديداتها.
وتأتي تصريحاته، بعد إعلان حلف شمال الأطلسي (ناتو) أمس، أن اليونان وتركيا اتفقتا على إجراء محادثات لتفادي أي اشتباكات عسكرية عارضة بمنطقة شرق المتوسط، الأمر الذي نفته أثينا.
وفي سياق متصل، كانت الخارجية التركية قالت أمس، إن تركيا تدعم مبادرة الأمين العام لحلف الناتو، تأسيس آلية لخفض التوتر وتترقب من اليونان تأييدها، وأضافت أن أنقرة مستعدة للحوار مع أثينا دون شروط مسبقة، لإيجاد حلول عادلة ومنصفة في إطار القانون الدولي.
وبحسب المصادر المختلفة، بحث كلا من الناطق باسم الرئاسة إبراهيم قالين ومستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين خلال اتصال هاتفي أمس العلاقات الثنائية والوضع في شرق المتوسط. كما أكد قالين لأوبراين أن تركيا تدعو لنموذج عاجل لتقاسم منطقة شرقي المتوسط، مضيفا أن تركيا لا يمكنها أن تقبل ما وصفها بالسياسة التوسعية لليونان، وعدم اكتراثها بالقانون الدولي، وهو ما يؤدي لرفع التوتر في المنطقة.
وتشهد منطقة شرق المتوسط، استعدادات عسكرية لوحت بها كل من تركيا من جهة، واليونان وفرنسا من جهة أخرى، إثر بدء تركيا التنقيب عن الغاز الطبيعي قبالة جزر يونانية، واتهمت أثينا على إثرها أنقرة بالتنقيب بشكل غير مشروع، بينما ترد أنقرة بأنها تنقب في مناطق تنتمي إلى جرفها القاري.
وفي تطور لافت، أعلنت تركيا أن روسيا، تعدّ لإجراء مناورات بحرية بالذخيرة الحية الشهر الجاري في شرقي المتوسط، وقالت أنقرة إن هذه المناورات ستجري في المناطق التي تجري فيها عمليات المسح الزلزالي التركية بحثا عن موارد الطاقة.
وفي السياق ذاته وصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بــ “الاستفزاز”، ما نشرته بعض وسائل الإعلام الغربية، بأن ما وُصف بتصرفات تركيا العدائية في شرق المتوسط، مرتبطة بالدعم الروسي لأنقرة. وقالت في مؤتمر صحفي، إن موسكو “لا تبحث عن مكتسبات من خلال تصادم الحلفاء والدول في منطقة حساسة كشرق البحر الأبيض المتوسط”، وفي النهاية دعت روسيا إلى حل المسائل الخلافية بين الدول، عن طريق الحوار السياسي وبناء الثقة، والبحث عن الحلول التي تلائم جميع الأطراف، والمبنية على قواعد القانون الدولي.
المصدر: مواقع إلكترونية + الرأي الجديد