استقال في المساء.. ثمّ أقيل في الصباح… رئيس الجمهورية يستقبل وليد الزيدي ويكلفه من جديد
تونس ــ الرأي الجديد / سندس عطية
لخبطة أخرى تسجّلها مؤسسات الدولة التونسية، وقرارات الفريق الجديد الحاكم بين القصبة2 وقرطاج..
فبعد أن أعلن وليد الزيدي، المقترح وزيرا للثقافة في حكومة المشيشي المعلنة قبل يومين، استقالته من المهمة التي أسندت إليه، وتصريحه في تدوينة فيسبوكية، قائلا: “أشهد الله وأشهدكم، أنني تعففت عنها، كان ذلك حتما مقضيا، وأنني أرفضها وأستعفي منها، وأقنع بكليتي”، مضيفا، “لست وزيرا، ولن أكون وزيرا، وأقسم بالله حتى ألقاه، أنّ هذا قراري منذ عقلت”، بعد ذلك، قرر رئيس الحكومة المكلف، قبول استقالته، أو بالأحرى إقالته من مهامه بشكل شبه رسمي، وسط تندّر قسم من صفحات التواصل الاجتماعي، وغضب أخرى، بسبب ما وصف بــ “العبث” في عملية التعيين الحاصلة إلى حدّ الآن.
في هذه الأثناء، يفاجئ رئيس الجمهورية قيس سعيّد، الجميع باستقباله اليوم وليد الزيدي، المرشح لتولي حقيبة وزارة الشؤون الثقافية، بقصر قرطاج.
وأعرب قيس سعيّد، عن تثمينه ودعمه لترشيح وليد الزيدي لمنصب وزارة الشؤون الثقافية، مؤكدا ثقته بأنه جدير بتولي هذه المسؤولية، مشيرا إلى أنها تجربة أولى في تونس، سيؤكد من خلالها وليد الزيدي أنه عنوان المثابرة والتحدي والجدارة بتولي هذا المنصب.
وشدد رئيس الدولة على أن الإنسان يمكن أن يفقد بصره، لكن لن يفقد بصيرته، معتبرا أن البصائر لا تعمى، ولكن الأبصار هي التي يصيبها العمى الفكري.
وقد تم خلال اللقاء التطرق إلى المسيرة التعليمية والمهنية لوليد الزيدي، ونوه رئيس الدولة بحصوله على الدكتوراه في الآداب، في سابقة لم تشهدها تونس، مشيدا بما يتميز به من مثابرة ومن قدرة على تجاوز الصعاب.
وأشار سعيّد إلى أن الإعاقة البصرية، لم تمثل عائقا يحول بينه وبين طلب العلم والتميز.
فما الذي يجري بين المشيشي ورئيس الجمهورية؟ أم أنّ أطرافا أخرى دخلت على الخطّ، لكي تخرج لنا هذه الصورة السمجة من الإستقالة والإقالة والتكليف الجديد؟
ما حصل مع الأستاذ الزيدي، مؤشر على نوع من العبث بتقاليد الدولة التونسية في التعيينات، وفي احترام الوزراء، وفي نواميس التعامل مع آليات الدولة..
يذكر أنّ وليد الزيدي، قدم لرئيس الدولة بالمناسبة، نسخة من القرآن الكريم بالخط البارز للمكفوفين، حسب رواية قالون، وهو صادر عن الاتحاد الوطني للمكفوفين.