مخاوف دولية من أزمة خبز وطحين في لبنان
لبنان ــ الرأي الجديد (مواقع إلكترونية)
أعربت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، عن خشيتها من حصول “مشكلة في توفر الطحين” في لبنان “في الأجل القصير”، بعد الانفجار الذي هز مرفأ بيروت الثلاثاء وأتى على أهرامات (صوامع) القمح فيه، في الوقت الذي أكدت فيه الحكومة وجود مخزون يكفي لنحو الشهر.
دمار في منتوج القمح
وأكد مسؤول الطوارئ في المنظمة، دومينيك بورجون لوكالة “فرانس برس” من باريس، “إننا نخشى أن كمية كبيرة من احتياطات القمح في المرفأ، قد تضررت أو دمرت جراء الانفجار. المخزون قد تضرر بشكل كبير”.
وأضاف “نخشى أنه في أجل قصير جداً سنكون أمام مشكلة توفير الطحين في البلاد”.
وعبرت مايا تيرو، مؤسسة منظمة “فود بليسد”، التي تعنى بتقديم مساعدات غذائية، عن خشيتها من تفاقم انعدام الأمن الغذائي، كون المرفأ كان المدخل الأساسي للواردات.
وقالت لـ “فرانس برس”، إن “لبنان يستورد 80% من احتياجاته الغذائية. تخيلت على الفور: رفوف السوبرماكتات فارغة، والأسعار مرتفعة بسبب النقص”.
من جهته، توقع الخبير الاقتصاد اللبناني جاسم عجاقة أن تتعرض السوق اللبنانية لأزمة نقص في عديد من السلع الرئيسة داخل الأسواق المحلية، خلال الفترة القريبة المقبلة، مع تضرر كافة المخازن والصوامع في مرفأ بيروت، الأكبر في البلاد.
وأضاف عجاقة لوكالة “الأناضول” أن حجم الدمار الحاصل في مرفأ بيروت قدر بنسبة 80%، وهو “يحوي مخازن سلع رئيسية.. يعني أننا سنواجه أزمة نقص بالمواد الأساسية، لا سيما الغذائية، في الأيام المقبلة”.
ويرى عجاقة أنه في المدى المنظور لن تستطيع المرافئ اللبنانية الأخرى أن تحل مكان مرفأ بيروت “لسبب أنها غير مجهّزة”، من حيث المخازن والأحواض والصوامع، ومنصات الشحن والتخليص، “، لأن 70 بالمائة من تبادل لبنان مع الخارج كان يتم من خلاله”.
الحكومة تطمئن شعبها
وقال المدير العام لوزارة الاقتصاد محمد أبو حيدر، في تصريح تلفزيوني، إن بلاده ليست أمام أزمة طحين، “لدينا 35 ألف طن من الطحين في المطاحن تكفي لمدة شهر، لدينا 28 ألف طن في 4 بواخر وسننقلها إلى مرفأ طرابلس (شمالي لبنان)”.
ويعاني لبنان أصلاً من تضخم كبير في أسعار المواد الغذائية الأساسية وسط أزمة اقتصادية حادة، بلغ 109% بين سبتمبر وماي، وفق برنامج الأغذية العالمي.
وقتل مائة شخص على الأقل وأصيب الآلاف بجروح جراء الانفجار الذي هز مرفأ بيروت الثلاثاء. وقال محافظ بيروت مروان عبود إن الدمار الناجم عن الانفجار طاول نحو نصف مساحة المدينة، مضيفاً “أعتقد أن هناك بين 250 و300 ألف شخص باتوا من دون منازل، منازلهم أصبحت غير صالحة للسكن”.
وأعلن رئيس الحكومة اللبنانية، حسان دياب، يوم حداد وطني على ضحايا الانفجار، فيما اعتبر مجلس الدفاع اللبناني الأعلى، بيروت “مدينة منكوبة”، ضمن حزمة قرارات وتوصيات لمواجهة تداعيات الانفجار.