إعفاء وزراء “النهضة” يثير انتقادات السياسيين
تونس ــ الرأي الجديد (متابعات)
أظهرت ردود أفعال المواطنين على الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد، موجة القلق التي يعيشها التونسيون حاليا، بسبب الأوضاع الاقصادية والاجتماعية الصّعبة التي تعيشها البلاد، فضلا عن فقدان الثقة في السياسيين، والذين بات أغلب التونسيين يرون أنهم صاروا “جزءاً” من المشكل، بدل أن يكونوا جزءاً من الحلّ.
وكان رئيس الحكومة، إلياس الفخفاخ، قدم استقالته رسميا من منصبه، بعد ساعات من تقديم “حركة النهضة” للائحة برلمانية تطالب بسحب الثقة من حكومته.
إلا أن الفخفاخ أصدر، عقب تقديمه لطلب الاستقالة، أمرا حكوميا يقضي بإعفاء وزراء حركة النهضة من مناصبهم، وتكليف وزراء آخرين بمهامهم، فيما يبدو ردة فعل على عريضة سحب الثقة التي تقدمت بها الحركة.
وأثار قرار الفخفاخ موجة استنكار لدى الطبقة السياسية في البلاد، حيث أصدرت حركة النهضة بلاغا، استنكرت فيه “ما أقدم عليه السيد رئيس الحكومة المستقيل، من إعفاء لوزراء الحركة من مهامهم، لما يمثله هذا القرار من عبث بالمؤسسات، وردة فعل متشنجة، وما يمكن أن يلحقه من ضرر بمصالح المواطنين والمصالح العليا للبلاد، وتعطيل المرفق العمومي، وخاصة في قطاع الصحة”.
ودوّن النائب عن الحركة، محمد القوماني، قائلا: “إعفاء وزراء النهضة بعد استقالة رئيس الحكومة. رقصة الديك المذبوح. وصِغار سياسي”.
وأضافت يمينة الزغلامي، البرلمانية عن الحركة، بأن “الفصل 98 من الدستور (الذي ينص على أنّ استقالة رئيس الحكومة تعدّ استقالة للحكومة بكاملها)، وعليه نحن إزاء رئيس حكومة مستقيل وليس رئيس حكومة تصريف أعمال، وهو لايسمح لا بإقالات أو إعفاءات في مواقع الدولة العليا، من وزراء وولاة”، وطالبت بالتروي والهدوء وليس ردود الأفعال والتسرع”.
فيما قال طارق الفتيتي، نائب رئيس البرلمان، إن الفخفاخ “ضرب عرض الحائط مفهوم الدولة بعقلية تصفية الحسابات وبكمية من الحقد، في إطار رد فعل صبياني وأرعن. وأثبت أنه ليس رجل دولة مثل الحبيب الصيد (رئيس الحكومة الأسبق)، الذي تعرّض لعدد من المضايقات، ورغم ذلك حافظ على مفهوم الدولة”.
وأضاف، مستغربا “رئيس حكومة مستقيل يقيل وزراء مستقيلين ويكلّف وزراء مستقيلين بنيابة وزراء مُقالين”.
ودوّن النائب عن ائتلاف الكرامة، عبد اللطيف العلوي، “ما فعله الفخفاخ اليوم، يؤكّد فعلا أنّه أسوأ من تولّى رئاسة الحكومة في تاريخ تونس. انتقام صبيانيّ غبيّ، على حساب مصلحة البلاد طيلة الفترة القادمة الممتدّة إلى حين التصويت على الحكومة الجديدة! يضحّي بمصلحة التوانسة، في وزارات أساسية مثل النقل والصحة، في ظلّ حرب غير محسومة على وباء الكورونا، من أجل ماذا؟ من أجل أن يشعر نفسه بزهو كاذب، أنّه انتقم لنفسه من عمل النهضة. ينتقم من الدولة كي ينتقم من النهضة! هل يصلح شخص كهذا أن يؤتمن على مصلحة البلاد؟”.
وكتب عدنان منصر، الأمين العام السابق لحزب “حراك تونس الإرادة”، “في خضم ما حدث، وبغض النظر عن أي تقييم أو موقف سياسي، تصرف رئيس الحكومة المستقيل تجاه وزراء في حكومته بإقالتهم لحظات قبل تقديم استقالته، تصرف غير لائق في أدنى توصيف. هناك استخفاف مخجل بثقافة الدولة، وهذا صادم حقيقة من طرف من اعتبرته شخصيا غير قادر على النزول لهذا الدرك”.
(المصدر: القدس العربي)