مصر تقود اتفاقا بحريا مع عقيلة صالح وإسرائيل بشأن الحدود في البحر المتوسط
عواصم ــ الرأي الجديد (متابعات)
كشفت مصادر خاصة عن مشاورات تقودها مصر، وبتنسيق كامل مع مجلس النواب الليبي المنعقد في طبرق ويرأسه عقيلة صالح، بشأن توقيع اتفاقية بحرية ثلاثية متعلقة بالحدود الاقتصادية لمصر وليبيا والاحتلال الإسرائيلي، في البحر المتوسط.
وقالت المصادر، أن المشاورات التي تقودها مصر بدأت منذ مارس الماضي، بهدف قطْع الطريق أمام الاتفاق الذي وقّعته تركيا مع حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دولياً بشأن ترسيم الحدود البحرية، والتنقيب عن الغاز في البحر المتوسط، وهي الاتفاقية التي أثارت غضب عدد من القوى الإقليمية وفي مقدمتها فرنسا، ومصر، واليونان، والحكومة الإسرائيلية.
وتعرقل هذه الاتفاقية، الاتفاق السداسي بين الإسرائيليين ومصر واليونان وقبرص والأردن والسلطة الفلسطينية، والذي كانت تأمل القاهرة من خلاله التحوّل إلى مركز طاقة إقليمي يتم من خلاله تجميع وإسالة الغاز من الدول الخمس ثم نقله إلى أوروبا من خلالها.
وبحسب المصادر، فإن المشاورات جاءت بعد علم القاهرة بمساعي تل أبيب لإبرام اتفاق منفصل مع أنقرة بشأن مناطق الغاز في شرق المتوسط، ويعيق الاتفاق التركي مع حكومة الوفاق اتفاقاً ثلاثياً أبرمه الإسرائيليون من قبل مع قبرص واليونان.
وكانت مصر وقعت مع الاحتلال الاسرائيلي، واليونان، وقبرص، والأردن، وفلسطين، وإيطاليا، في شهر جانفي الماضي، اتفاقية إنشاء منظمة إقليمية للغاز شرق المتوسط. فيما وقعت اسرائيل مع قبرص واليونان اتفاقية مثيرة للجدل، لمد خط أنابيب تحت البحر المتوسط، لتصدير الغاز إلى أوروبا، ورأت فيه القاهرة تهديداً لحلمها في التحول إلى مركز إقليمي للغاز.
وبحسب المصادر، فإن كلا من الجانبين الإسرائيلي والمصري، كانا يعوّلان كثيراً على تحركات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، نحو العاصمة طرابلس، والتي انتهت بتكبّده خسارة فادحة وطرده من كافة مناطق غرب ليبيا، موضحة في الوقت ذاته أن الاتفاقية المزمع التباحث بشأنها ربما تكون عِوضاً عن الخسارة التي مني بها حفتر وتسبّبت في خسائر اقتصادية وسياسية كبيرة لداعميه.
ولفتت المصادر، إلى أن الدعم الكبير الذي كان يحظى به حفتر من الجانب الإسرائيلي، بتنسيق من الإمارات والأردن، كان الهدف الرئيسي منه محاصرة تركيا في البحر المتوسط، وتنفيذ مشروع تل أبيب الأكبر لتصدير الغاز لأوروبا.
وقالت إن تركيا قد تواجه أزمات خلال الفترة المقبلة، وذلك بسبب التحالفات التي نشأت بين منافسيها وأعدائها في منطقة الشرق الأوسط، على صعيد عدد من الملفات الملتهبة، وفي مقدمتها سورية وليبيا، والمعركة المندلعة بشأن غاز شرق المتوسط.
(المصدر: العربي الجديد)