ماكرون يصعّد مجددا ضد تركيا.. باريس و”هستيريا” النفط الليبي
باريس ــ الرأي الجديد (وكالات)
أطلق الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تصريحات تصعيدية جديدة ضد دور تركيا في ليبيا، قائلا إن أنقرة تتحمل “مسؤولية تاريخية وجنائية” في البلد العربي المضطرب، واتهمها بجلب مقاتلين “جهاديين” من سوريا.
ونقلت وسائل إعلام محلية، بينها وكالة “فرانس برس” عن ماكرون دفاعه، في المقابل عن دور موسكو، قائلا إن نظيره الروسي فلاديمير بوتين نفى أي تدخل في ليبيا.
إلا أن ماكرون ندد في الوقت ذاته بنشاط “تشكيلات روسية خاصة” في ليبيا.
واتهم ماكرون تركيا بزيادة وجودها العسكري في ليبيا، وبأنها “استوردت مجددا، وبشكل كبير مقاتلين جهاديين من سوريا”.
وقال: “نحتاج في هذه المرحلة إلى توضيح لا غنى عنه للسياسة التركية في ليبيا والتي هي مرفوضة بالنسبة إلينا”.
توتر شديد
وتشهد العلاقات بين تركيا وفرنسا، الحليفتين في “الناتو” توترا شديدا بشأن الملف الليبي، لا سيما بعد تصريح ماكرون مؤخرا بأن أنقرة “تمارس لعبة خطيرة”، وإعرابه عن “تفهم قلق” النظام المصري.
وتتهم أنقرة، وكذلك طرابلس، باريس بدعم اللواء المتقاعد خليفة حفتر، رغم محاربته الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا في ليبيا، وهو ما ينفيه ماكرون، معتبرا أنه يسعى لإحلال السلام وفق اتفاقات معتمدة أمميا.
وجاءت تصريحات ماكرون خلال مؤتمر صحفي مع المستشارة أنجيلا ميركل مؤخرا، وذلك في إطار زيارة لبحث عدة ملفات قبل يومين من تسلم برلين الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي من باريس.
وكان الرئيس الفرنسي قد قال في تصريحاته السابقة، إن تركيا تنتهك تعهداتها بموجب اتفاق برلين، في كانون الثاني/ يناير الماضي، بمواصلتها دعم الحكومة الليبية، فيما تقول الأخيرة إن دعم مختلف الأطراف لحفتر، لم يتوقف منذ ذلك الحين، وأنه هو من انتهك الاتفاق ووقف إطلاق النار الذي ترتب عليه.
فرنسا… والامتيازات النفطية
وبدورها أشارت “رويترز”، إلى أن تنديد ماكرون بالمجموعات الروسية المسلحة، يأتي بعد أيام من انكشاف أمر دخولهم مع آخرين، حقل الشرارة النفطي الأسبوع الماضي.
كانت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، قالت في وقت سابق، إن المرتزقة دخلوا “الشرارة” في قافلة حافلات، والتقوا بممثلين من حرس المنشآت النفطية، وهي قوة تأسست للحفاظ على الأمن في حقول النفط.
ونافست فرنسا العديد من الأطراف الدولية، للحصول على امتيازات بنفط ليبيا خلال السنوات الماضية، ولا سيما إيطاليا، وهو ما يعتبره مراقبون، إلى أنه أحد أسباب مراهنتها على حفتر “القوي” منذ البداية، بالنظر لسيطرته على العديد من الحقول ومخازن وموانئ تصدير الخام.
وتقول الأطراف الأوروبية إن تدخلها، يأتي في سياق مساعي إحلال السلام في ليبيا، مشددة على أن ذلك يصب في صالح تعزيز أمنها، ومنع عمليات تجارة البشر في البحر الأبيض المتوسط، ووقف نشاط مجموعات “إرهابية”.