الفساد يضرب الحكومة الفرنسية: 9 قضايا تُلاحق رئيس الوزراء المُستقيل ووزيرين من حكومته
باريس ــ الرأي الجديد (وكالات)
كشفت صحف فرنسية، اليوم السبت 4 جويلية 2020، عن معطيات جديدة بخصوص خفايا استقالة رئيس الوزراء الفرنسي ادوار فيليب، وطرحت تساؤلات عن مستقبله السياسي في ظلّ الملاحقات القضائية التي فتحت في شأنه.
وكان المدعي العام الفرنسي، فرانسوا مولينز، قد أعلن يوم أمس، عن فتح تحقيق قضائي ضدّ الوزراء السابقين إدوارد فيليب وأوليفييه فيران وأنييس بوزين، بشأن إدارتهم لأزمة جائحة “كورونا”.
وأكدت وسائل إعلام فرنسية، أن 9 قضايا تمّ رفعها تتعلّق بـ”الفشل في مكافحة كارثة”، في إشارة إلى جائحة “كورونا”، أحيلت كلها للمدعي العام.
والمعلوم أن ما يقارب 30 الف فرنسيا ( 29.893 في اخر حصيلة محينة ) لقوا مصرعهم جراء الجائحة، وأكثر من 150 ألف إصابة مؤكدة.
وأوضحت صحيفة “لوفيغارو”، أن القانون يعاقب على “الفشل في مكافحة كارثة”، بموجب المادة 223-7 من قانون العقوبات، مشيرة إلى أن هذه التهمة وجّهت لـ “إدوارد فيليب”، بصفته رئيسا للوزراء وقت الوقائع، وللوزيرين أنيس بوزين بصفتها وزيرة للتضامن، وأوليفييه فيران بصفته وزيرا للصحة في وقت الوقائع.
من جهة أخرى، رأت صحيفة “ليبراسيون”، أن في “تسمية موظف رفيع المستوى وغير معروف من الجمهور الواسع مكان رئيس وزراء يتمتّع بشعبية كبيرة، إشارة على خيار رئيس الجمهورية أخذ زمام المبادرة، استعدادا لخوض معركة الرئاسة مجددا عام 2022”.
وذهبت “لي زيكو”، في نفس الاتّجاه مشيرة إلى أن “ايمانويل ماكرون أطلق حملة إعادة انتخابه رئيسا للبلاد”، وإلى أنه “يوجد نفسه مرّة أخرى في الوضعية التي أدّت إلى انتخابه رئيسا”، وإلى أنه “وحيد في موقع القيادة ووحيد في سبيل تحقيق المستحيل”.
وأضافت الصحيفة، أن الأمر فيه “مجازفة”، وأن “ماكرون بات في خطّ المواجهة الأول دون درع يرد عنه غضب الشارع”.
من جهتها كشفت “لوباريزيان”، عن انزعاج الرئيس ماكرون، من تصلّب في مواقف رئيس وزرائه السابق خلال إدارة أزمة “كوفيد-19″، وأيضا خلال أزمة السترات الصفراء التي كان سببها المباشر، قرار أدوار فيليب عدم السماح بتخطّي السيارات 80 كيلومترا في الساعة، على الطرقات الفرعية في المناطق وهو قرار اضطرت الحكومة للتراجع عنه في الربع ساعة الأخير، بعد أن تسبّب في تمرّد محتجي السترات الصفراء وكان وراء بقاء البلاد طيلة أشهر في حالة شلل.
وطرحت الصحف، أيضا مسألة المسار المستقبلي لإدوار فيليب، والذي قالت أنه اختار العودة الى مدينته “لو هافر” بعد فوزه برئاسة بلديتها.
وتساءلت صحيفة “لوبارزيان”، هل يختار أدوار فيليب الاستفادة من شعبيته كي يحتل موقعا قياديا في صفوف اليمين أم أنه سيبقى في خطى رئيس الجمهورية”، لافتة إلى وجود حماس في صفوف حزبه “الجمهوريون”، لترشيحه لرئاسة الجمهورية كممثل لليمين، وأن قيادة الحزب ترفض هذه الفرضية”.
وأشارت الصحيفة، إلى أن “أدوار فيليب وافق على طلب الرئيس ماكرون مساعدته على ترميم الأغلبية الرئاسية، بعد أن أضعفتها خسارة الغالبية في المجلس وانتكاسة الانتخابات البلدية”.
وخلّصت صحيفة “لوفيغارو”،إلى أن “الرجل ليست لديه طموحات خارج مدينته والدليل رفضه الترشح لمجلس بلدية باريس”.
ونقلت الصحيفة، عن المحيطين بإدوار فيليب، أنه “ليس بنيته الترشح لرئاسة الجمهورية”، فيما ألمحت “ليبراسيون”، إلى إمكانية كتابته رواية جديدة وادوار فيليب معروف بموهبته الأدبية.