“مسؤول” دبلوماسي بقرطاج يبرّر “بتعسف” تصريحات رئيس الدولة حول ليبيا
تونس ــ الرأي الجديد (استماع)
أكد عبد الكريم الهرمي، أحد “مسؤولي” القسم الدبلوماسي في رئاسة الجمهورية، أنه لم يطرأ أي تغيير على موقف تونس من القضية الليبية، مثلما قد يكون تبادر لأذهان البعض، إثر تصريحات رئيس الجمهورية قيس سعيّد خلال زيارته الأخيرة إلى فرنسا.
واعتبر عبدد الكريم الهرمي، في تصريح للإذاعة الوطنية اليوم الخميس، أن “لبسا حصل في الموقف الذي عبّر عنه قيس سعيّد”، عند استعماله كلمة “الشرعية المؤقتة”، في إشارة إلى حكومة الوفاق الليبية، مؤكدا أن المقصود بـ “الشرعية المؤقتة”، هو انتظار أن يجلس الليبيون مع بعضهم البعض، ويتّفقوا على صيغة لإدارة الأزمة، وعلى صياغة دستور والنظر في النظام السياسي، أو مرحلة انتقالية، وفق تعبيره.
وقال الهرمي، في محاولة لتخفيف ما تسبب فيه رئيس الدولة مع اليبيين، أنه “لم يصدر موقف رسمي ليبي حول تصريحات رئيس الجمهورية في فرنسا”، مشيرا إلى أن “تونس ضدّ التدخلات العسكرية الخارجية في ليبيا مهما كانت”، وأن “تونس تؤمن بأن التدخل الأجنبي لن يزيد الوضع إلاّ تعقيدا”.
من جهة أخرى، أوضح المسؤول الدبلوماسي برئاسة الجمهورية، أن استحضار قيس سعيّد، مثال القبائل الأفغانية عند حديثه عن المسألة الليبية، ليس من باب إسقاط الواقع الأفغاني على الواقع الليبي، بل إن المقصود من ذلك، هو “إدارة الخلاف بالتفاوض وبالحوار”..
ويبدو المسؤول برئاسة الجمهورية، في وضع لا يحسد عليه، من خلال محاولته “التعسف” على تصريحات سعيّد، وإعطائها مضمونا إيجابيا، فيما هي كانت تنم عن جهل واضح بمجريات الأمور في ليبيا، وهو ما اتفق بشأنه عديد الأطراف السياسية والإعلامية والدبلوماسية.. فهل تحولت مهمة المسؤولين بالقصر الرئاسي إلى “التبرير المتعسف” لتصريحات السيد قيس سعيّد المثيرة..
يذكر أن الجهاز العسكري الليبي، اعتبر أنّ وصف رئيس الجمهورية، قيس سعيّد، خلال الندوة الصحفية المشتركة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، شرعية حكومة الوفاق بـ “المؤقتة”، أمر غير مقبول، مثيرا بذلك، “ردود فعل غاضبة جدا”، في أوساط “قوات بركان الغضب”، التابعة لحكومة الوفاق الليبية التي يرأسها فائز السراج.