صحيفة “الغارديان”: تهديدات السيسي بالتدخل في ليبيا قد تجرّ المنطقة العربية إلى حرب باردة
طرابلس ــ الرأي الجديد (مواقع إلكترونية)
ذكرت صحيفة “الغارديان” أن التطورات الحالية بليبيا، قد تجر الجيش المصري للحرب الباردة في المنطقة، مشيرة إلى أن الجهود الدبلوماسية قد تكثفت لمنع القاهرة من التدخل العسكري.
وقالت الصحيفة في تقرير لها، أن الضجيج حول مصير ليبيا قد ارتفع بعد تكبد حفتر خسائر، إثر حملة شنها استمرت 15 شهرا للمحاولة على السيطرة على العاصمة طرابلس.
وأجبرت حكومة الوفاق المعترف بها من الأمم المتحدة والمدعومة من تركيا، مليشيا حفتر، على الانسحاب حتى مدينة سرت، التي باتت ساحة مواجهة بين الأطراف، وباتت قوات الجيش الليبي لا تبعد سوى 30 كم عن المدينة الليبية، حيث عززت مواقعها قرب محطة توليد الكهرباء، فيما انتشرت مليشيا حفتر المدعومة من مصر والإمارات وروسيا في المناطق المدنية.
ورأت الصحيفة، أن الفوضى التي تمر بها البلاد بعد مقتل معمر القذافي، أدت لتدخل القوى الإقليمية والدولية، بالإضافة لانتشار المرتزقة والراديكاليين، حيث يحاول كل طرف منهم أن يحصل على حصة من أغنى بلد في أفريقيا.
وأشارت “الغارديان”، إلى التهديدات التي أطلقها رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، ودعوة الجامعة العربية لوقف إطلاق النار، بالوقت الذي يبدي فيه الجيش الليبي استعداده لتحرير مدينة سرت.
ونقلت عن أحد المقاتلين في الجيش الليبي قوله، إن مليشيا حفتر حاصرت طرابلس مدة طويلة، وقتلت الناس بقصفها، ولكن عندما تحرك الجيش الليبي تراجعت، نحو 300 ميل، وهي محطمة (في إشارة للخسائر التي تكبدتها).
وأكد تقرير الصحيفة، أن “الغزو المصري”، حدث أم لا، بات مدار نقاش في الداخل الليبي، ونقلت عن مدير معهد الصادق في طرابلس، أنس القماطي، قوله: “لن يدخل السيسي إلا إن سمحت روسيا لحكومة الوفاق الوطني وتركيا بعبور سرت، وفي حال حصوله على الدعم المالي من شريك آخر، سواء الإمارات العربية أو السعودية”.
وتابع القماطي: “ستكون عملية برية عند الحدود، وتهدف لمنع تقدم تركيا والوفاق الوطني باتجاه الهلال النفطي الذي يمتد من سرت إلى أبواب بنغازي”.
بدوره قال مدير برنامج تركيا، في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، سونير تشاغباتاي، إن المرحلة الحالية من النزاع في ليبيا، أضحت حربا بالوكالة على مستويين، أولا بين أردوغان والسيسي اللذين يواجهان بعضهما البعض في الشرق الأوسط، وثانيا بين أردوغان والإمارات عدوته الجديدة في المنطقة.
ونقلت صحيفة “الغارديان” عن المستشار البارز لحكومة الوفاق الوطني، محمد علي عبد الله، قوله إن التهديد المصري قد يشعل الوضع، وتحتاج مصر لأن تكون جزءا من الحل في ليبيا لا جزءا من المشكلة، كما هو الحال في السنوات الماضية و”المقترح الذي تقدموا به يخفض فرص السلام ويزيد من مخاطر تشرذم ليبيا” في إشارة لمبادرة وقف إطلاق النار.
وأضاف، أن مصر والإمارات ترفضان سيطرة حكومة الوفاق الوطني على حقول النفط، و”لو حدث فقد تعرضتا للإهانة ولا يريدان هذا” كما يقول دبلوماسي في المنطقة و”ربما لوحت مصر بالحرب ولكن تركيا ستحاول الخداع، فهي بعيدة 800 ميل عن سرت، فماذا بمقدروهم فعله، ولهذا سيحاولون البحث عن سلام”.
(المصدر: عربي 21)