“لوموند” تفضح حفتر… وتكشف تفاصيل أطنان من الذهب المهرب التي نقلها من ليبيا إلى كاراكاس
الرأي الجديد (مواقع إلكترونية)
كشفت صحيفة “لوموند” الفرنسية، تفاصيل وصول طائرة فالكون 900 التابعة للواء المتقاعد، خليفة حفتر، وكانت قادمة من مدينة بنغازي الليبية إلى العاصمة الفنزويلية “كراكاس”، مشيرةً إلى أن الطائرة جذبت انتباه أصحاب تطبيقات “تتبع الرحلات”.
وأوضحت الصحيفة، أن هذه الطائرة هي التي يستخدمها عادة اللواء الليبي خليفة حفتر الذي يشن حربا منذ 14 شهراً على حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دولياً، ويستهدف العاصمة طرابلس بكل ما لذلك من آثار مزعزعة للاستقرار بشرق البحر الأبيض المتوسط.
ابنه وأحد حاشيته المقربين
وأكدت الصحيفة أن حفتر، لم يكن على متن الطائرة، لكنّ اثنين من حاشيته المقرّبين كانا هناك، بحسب مصدر ليبي، وهما نجله الصديق حفتر والمدني الفخري الذي يحمل رتبة عقيد في سلاح الجو ويرأس لجنة الاستثمار العسكري التي تدير الشؤون الاقتصادية والمالية بمعقل حفتر في برقة بشرقي ليبيا، مما يشير إلى الطبيعة الخاصة للرحلة.
ووفق “لوموند”، رصد “متتبعو الرحلات الجوية” الطائرة نفسها في كراكاس من قبل، حيث بدا أنها قامت برحلتين بين ليبيا وفنزويلا في شهر ونصف الشهر، علما أن هذه الطائرة عادة ما يكون مقرها في حظيرة طائرات في بنغازي، وهي مسجلة في الملاذ الضريبي المعروف بأروبا، وهي جزيرة صغيرة تابعة لهولندا قبالة ساحل فنزويلا، ومملوكة لشركة مقرها في الإمارات يديرها ريكاردو مورتارا، الذي كان لمدة طويلة طيارا شخصيا لألفريد سيرفن مستشار الظل لشركة ألف الفرنسية.
وأشارت الصحيفة إلى أن طائرة حفتر في عودتها من كراكاس توقفت في العاصمة الغينية كوناكري، وفي الوقت نفسه هبطت طائرة خاصة أخرى تابعة لشركة “أجنحة الخليج” الإماراتية قادمة من إمارة دبي عبر باماكو، وقد اجتمعت الطائرتان بالفعل في الوقت نفسه في باماكو، “الليبية” قادمة من كراكاس، و”الإماراتية” من كوتونو عاصمة بنين.
نقل غير قانوني
وأشارت صحيفة “لوموند”، إلى وجود رحلة أخرى من بنغازي إلى جنيف حدثت في أعقاب عودة طائرة حفتر إلى أفريقيا من كراكاس.
وأوضحت الصحيفة أن الشركة المالكة للطائرتين قد خدمت كواجهة لعملية واسعة للنقل غير المشروع بطائرات خاصة، لتهريب الأموال والمجوهرات بين جنيف ولواندا لصالح شخصيات أنغولية. وقد أدانت النيابة العامة في جنيف مالكها ريكاردو مورتارا عام 2008 بتهمة غسل الأموال.
وتتفق معظم مصادر الصحيفة المتعلقة بالقضية الليبية على أن هذا الارتباط بين حفتر وفنزويلا جزء من نشاط تجاري مفاجئ يهدف إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه، في سياق الهزيمة العسكرية التي مني بها اللواء في مواجهة حكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج وبدعم من الأتراك، والتي أغضبت رعاته الأجانب، روسيا والإمارات ومصر.
ومع أن حفتر لم يبق بيده مصدر سوى “نفط خليج سرت”، وهو لا يستطيع الاستفادة الكاملة منه لأن قرارات مجلس الأمن أعلنت عدم شرعية أي بيع للنفط خارج قناة طرابلس، فإن اللواء المتقاعد قد أقام دائرة اقتصادية ومالية موازية، فك شفرتها تقرير من مركز ناعورة الفرنسي للبحوث بعنوان “الاقتصادات المفترسة في شرق ليبيا” في عام 2019.
وجاء في هذا التقرير أن حفتر يحاول إعادة بيع النفط الخام أو المكرر من خلال صفقات، كتلك التي توصلت إليها “لجنة الاستثمار العسكري” في نوفمبر الماضي مع شركة إيمو ومقرها دبي، ولكن تنفيذها كان شاقا بسبب قرارات الأمم المتحدة.
حمولة من الذهب
وفي هذا السياق، حاول حفتر تحطيم العائق القانوني بغزو طرابلس، لكن هزيمته العسكرية في العاصمة أعادته إلى هشاشة وضعه المالي، ومن هنا تم إجراء اتصالات مع فنزويلا، حيث كان التوقف في كراكاس محدودا للغاية بحيث لا يكون مزعجا.
ووفقاً لمصدر ليبي، فإن طائرة اللواء ذهبت للحصول على الذهب في كراكاس، وهو مورد تبيعه فنزويلا لتجديد خزائنها، وبالتالي فإن رحلة طائرة من طراز فالكون 900 من دون ركاب ستحمل 1.4 طنا من الذهب كحد أقصى، بقيمة 70 مليون دولار، وفقا لأحد الخبراء.
وترى الصحيفة، إلى أن حفتر قد يستفيد من دفتر العناوين الذي بحوزة معاونيه من أنصار القذافي السابقين، ولا سيما الطبيب مصطفى الزيدي الذي كان يمثل مصالح سيف الإسلام القذافي، وكذلك يمكن أن يستفيد من الروابط التاريخية بين القذافي والرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز، كما قد يكون للروس أيضا دور في الوساطة بين الطرفين.
وفي وقت سابق، قال زعيم المعارضة في فنزويلا، خوان غوايدو، إن طائرة اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر هبطت في فنزويلا.
وتؤكد تصريحات “خوان” ما تم تداوله قبل أيام عن هروب حفتر ورفض ابن زايد استقباله في الإمارات، رغم أن خوان لم يقدم دليلا على وصول حفتر أو أي تفاصيل أخرى تخص الموضوع.