تحذيرات عربية ودولية واسعة من إعلان إسرائيل المحتمل لضم الضفة الغربية
الرأي الجديد (مواقع إلكترونية)
حذرت الحكومة الفلسطينية والأردن والأمم المتحدة من القرار الإسرائيلي المحتمل بضم أراض فلسطينية، بينما يبحث الاتحاد الأوروبي اليوم صيغا مقترحة للرد على إسرائيل حال أعلنت القرار.
وأكد رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية، أن القيادة الفلسطينية ستكون بصدد اتخاذ قرار مفصلي وتاريخي لمواجهة قرار الضم في حال أعلنته الحكومة الاسرائيلية الجديدة.
ودعا الأردن دول الاتحاد الأوروبي إلى “التصدي” لمخطط إسرائيل ضم أجزاء من الضفة الغربية، مؤكدا أن ذلك سيقوض حل الدولتين.
وأكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، وفق بيان لوزارة الخارجية الأردنية خلال لقائه الخميس بسفراء دول الاتحاد الأوروبي لدى المملكة، أهمية دور الاتحاد الأوروبي في جهود التصدي لأي قرار إسرائيلي بضم أراض فلسطينية محتلة.
نسف أسس العملية السلمية
وأوضح أن قرار الضم إن نفذ سينسف الأسس التي قامت عليها كل الجهود السلمية على مدى العقود الماضية وسيقتل حل الدولتين وسيجعل خيار الدولة الواحدة مآلا محتوما، مما سيضع العالم أجمع أمام واقع يكرس نظام التمييز العنصري (الآبارتايد).
وأكد الصفدي، ضرورة التحرك بفاعلية للحؤول دون ضم إسرائيل للمستوطنات وغور الأردن ومنطقة شمال البحر الميت في فلسطين المحتلة، حماية للقانون الدولي وحماية للسلام الشامل “الذي يشكل ضرورة إقليمية ودولية”.
وشدد وزير الخارجية الأردني، على ضرورة إطلاق مفاوضات جادة مباشرة لحل الصراع على أساس حل الدولتين ووفق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
ويشير خبراء إلى أن هذه الخطوة قد تدفع الأردن إلى التراجع عن اتفاقية السلام التي وقعتها مع إسرائيل في العام 1994 في حال أقدمت على ضم غور الأردن الذي تتشارك معها الحدود.
الاتحاد الأوروبي
وذكرت مصادر دبلوماسية أوروبية أن اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، المقرر اليوم الجمعة، في بروكسل سيبحث الصيغ المقترحة للرد على إسرائيل حال قررت ضم أجزاء من الضفة الغربية.
لكن المصادر ذاتها تجنبت الحديث عن طبيعة هذه القرارات لوجود خلافات بين الدول الأعضاء بشأن الموقف من إسرائيل. وأكدت المصادر في الوقت ذاته تمسك الاتحاد بحل الدولتين وتحفظه على خطة السلام الأميركية التي اقترحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في فيفري الماضي.
مبدأ حل الدولتين
من جانبها، حذرت الأمم المتحدة خلال مؤتمر صحفي عقده ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس، من أن أي إجراء إسرائيلي أحادي الجانب، خاصة ضم أراض فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، سيلحق ضررا بمبدأ حل الدولتين.
وجاءت تصريحات دوجاريك، ردا على أسئلة الصحفيين بشأن موقف غوتيريش من تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، الأربعاء في إسرائيل، زعم فيها أنه من حق إسرائيل وواجبها أن تقرر فرض سيادتها على المستوطنات في الضفة الغربية.
وقال دوجاريك، إن غوتيريش أعرب عن موقفه من قبل، لا سيما من خلال البيان الذي أدلى به نيكولاي ميلادينوف المنسق الأممي الخاص لعملية السلام بالشرق الأوسط نيابة عنه إلى مجلس الأمن، مضيفا أن الأمين العام أعرب عن القلق العميق إزاء أي إجراء من جانب واحد، وخاصة الضم الذي من شأنه أن يلحق الضرر بحل الدولتين (الفلسطينية والإسرائيلية).
وأردف دوجاريك قائلا إنه لا يمكن إخفاء موقف الأمم المتحدة من الضم، وفي اجتماع مجلس الأمن، كانت الجلسة المنعقدة في 23 أفريل علنية وبحضور الممثل الدائم لإسرائيل والمراقب الدائم لدولة فلسطين، وحذر خلالها ميلادينوف من أن أي ضم محتمل لأراض فلسطينية إلى إسرائيل سيكون ضربة مدمرة لمبدأ حل الدولتين.
الدعم الأميركي لإسرائيل
وكان رئيس وزراء الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو، وعد بفرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن، المنطقة الإستراتيجية التي تشكل 30 بالمائة من مساحة الضفة الغربية.
وزار وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إسرائيل الأربعاء لإجراء محادثات حول مخطط إسرائيل لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، في زيارة خاطفة هي الأولى له إلى الخارج منذ حوالي شهرين.
وبحسب صفقة نتنياهو ووزير دفاعه بيني غانتس، يمكن أن تمضي الحكومة الإسرائيلية الجديدة قدما في عملية الضم اعتبارا من جويلية، على أن تتشاور مع الإدارة الأميركية التي أشارت إلى عدم وجود اعتراضات لديها.
المصدر : (الجزيرة نت + وكالات)