صحيفة بريطانية: “كورونا” تجلب ثروات فاحشة لأغنى أغنياء أمريكا
لندن ــ الرأي الجديد (صحافة عالمية)
قالت صحيفة “ذي غارديان” البريطانية، إن طبقة لا تزيد عن واحد بالمائة من سكان الولايات المتحدة، اغتنمت أزمة وباء كورونا، وضاعفت من أرباحها. ولفتت الصحيفة في تقرير نشرته اليوم، إلى أنه في الوقت الذي بدأ 26 مليون أمريكي يفقدون وظائفهم، أضافت طبقة المليارديرات، ما يقرب من 308 مليار دولار إلى ثرواتها خلال أربعة أسابيع.
وأضافت: “لا ينبغي أن تبدد الفرصة التي تخلقها أزمة حسنة: بينما يجتاح وباء فيروس كورونا العالم، اغتنمت طبقة لا تزيد عن واحد بالمائة من سكان أمريكا هذا القول المأثور، وراحت تضاعف من أرباحها”.
نمو الثروات الخاصة
وبحسب ما جاء في تقرير جديد صادر عن معهد دراسات السياسة، وهو مركز تفكير تقدمي، نمت ثروة كبار الأغنياء في أمريكا في الفترة من 18 مارس إلى 22 أفريل بما يقرب من 10.5 بالمائة. خلال الركود الماضي، مر عامان قبل أن تعود ثروة المليارديرات إلى المستويات التي كانوا ينعمون بها في 2007.
وكشفت الصحيفة البريطانية، عن أن قيمة ثروات هؤلاء المليارديرات الثمانية، ارتفعت بشكل حاد، بمقدار مليار دولار لكل منهم، بمن فيهم رئيس أمازون جيف بيزوس وزوجته السابقة، ماكنزي بيزوس، وإريك يوان، مؤسسة زوم، والرئيس السابق لمايكروسوفت ستيف بولمر وإلتون ماسك، صاحب مشاريع “تيسلا وسبيس إكس”.
وقالت (ذي غارديان)، “يحل هذا الرخاء على المليارديرات بينما يبحر أسطول منهم عبر ثغرات في خطة إنقاذ بقيمة 349 مليار دولار، يقصد منها إنقاذ المشاريع التجارية الصغيرة الأكثر تضرراً. وقبل نفاد الأموال، تمكنت ما يقرب من 150 شركة عامة من حصد ما يزيد عن 600 مليون دولار على شكل قروض قابلة للسماح. ومنهم شيك شاك، وهي شركة يعمل فيها ستة آلاف موظف وتقدر قيمتها باثنين مليار دولار. قامت الشركة فيما بعد بإعادة المال الذي حصلت عليه، أما غيرها فلم يفعل ذلك.
ثروات طائلة
وكتبت الصحيفة: “في عام 2016، بعد مرور سبعة أعوام على نهاية الركود السابق، كانت 90 بالمائة من العائلات في الولايات المتحدة، مازالت لم تتعافى من الأزمة الأخيرة، بينما أصبح الأثرياء الذين يشكلون 10 بالمائة، أوسع ثراء مما كانوا عليه في عام 2007.
وخلال فترة التعافي، كانت مكاسب أسواق الأسهم تؤثر الأثرياء وتصب في صالحهم. تملك ما نسبته 1 بالمائة من العائلات ما يقرب من 38 بالمائة من جميع الأسهم، وذلك بحسب بحث أجراه الاقتصادي في جامعة نيويورك إدوارد وولف. وحتى قبل أن يتفشى فيروس كورونا، كانت ملكية البيوت في الولايات المتحدة – والتي تعتبر تقليدياً مصدراً للنمو الطبيعي للثروة – أدنى بكثير من الذروة التي وصلت إليها في عام 2004.
في هذه الأثناء يستمر المليارديرات في الإثراء، حيث ارتفعت ثرواتهم بما نسبته 1130 بالمائة بحسب قيمة الدولار في عام 2020 ما بين عام 1990 وعام 2020، بناء على ما ورد في تقرير معهد دراسات السياسة. وهذا يمثل نسبة فائدة 200 مرة أكبر من نسبة النمو في الثروة المتوسطة في الولايات المتحدة خلال نفس الفترة والبالغة 5.37 بالمائة. ناهيك عن أن الالتزامات الضريبية التي يتحملها المليارديرات في أمريكا، والتي تقاس كنسبة مئوية من ثروتهم، تراجعت بما نسبته 79 بالمائة ما بين عام 1980 وعام 2018.
بعد هجوم الوباء
ولذلك، حينما هجم الوباء، كان أولئك الذين يحتلون رأس الهرم أفضل حالاً من أي وقت مضى وأقدر على تحقيق استفادة قصوى من حالة الفوضى. أما البقية، فليس كثيراً.
وأمضى أحد الأثرياء، خمسة وعشرين عاماً وهو يدرس انعدام المساواة في الدخل، وشاهد الأثرياء يكسبون المعركة تلو الأخرى. ومع ذلك، حتى هو أدهشته السرعة التي تمكن من خلالها مليارديريو أمريكا، من تحويل الوباء إلى ربح. وقال: “مازلت مصدوماً”.