نهاية وشيكة لخليفة حفتر… ليبيا: كيف غيّر الدعم التركي موازين القوى ؟
إسطنبول ــ الرأي الجديد (صحافة عالمية)
أكدت صحيفة تركية، أن ليبيا مقبلة على مرحلة جديدة، تتغير الخريطة فيها، بعد الدعم العسكري الذي قدمته أنقرة لطرابلس.
وقالت صحيفة “ملييت” في تقرير للكاتبة، ديدم أوزال تومر، إن قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، لم تستجب لمبادرة الأمم المتحدة الإنسانية بوقف إطلاق النار بسبب “كورونا”، وواصلت قصفها للعاصمة طرابلس، بما فيها المستشفيات.
وأشارت إلى أن هذه المرة، انقلبت الموازين، وتحركت قوات الوفاق الوطني، نحو مواقع حفتر بعملية “عاصفة السلام”.
وأضافت أن الدعم التركي العسكري والفني والإمدادات، التي وصلت حكومة الوفاق الليبية، ساهمت بتغيير الخريطة في ليبيا.
إمكانات تركية ضخمة
ونقلت الصحيفة عن الباحثة التركية، نبهات تانريفردي ياشار، أن حكومة الوفاق بعد توقيع اتفاقية التعاون العسكري مع تركيا في نوفمبر الماضي، امتلكت أجهزة رادار وتشويش مدعومة بمعدات قادرة على الرؤية الليلية، وأنظمة دفاع جوي، وأتيحت لها فرصة الانتقال إلى مربع الهجوم.
وأكدت على أن نوعية الحرب في ليبيا قد تغيرت، وتحولت إلى صراع مبني على التفوق الجوي، في الوقت الذي كان حفتر قادرا على المواجهة منذ عام 2014، بعد الدعم الإماراتي بطائرات دون طيار، والمصري بالطائرات الحربية.
ونوهت إلى أن القوة الجوية لجيش القذافي قد دمرت بسبب عمليات الناتو عام 2011، لذلك فإن الدعم الممنوح لحفتر أعطاه تفوقا على حساب الحكومة في طرابلس.
وأشارت إلى أنه اعتبارا من أوت 2019، أصبحت حرب “المسيّرات” واضحة المعالم، ولكن قوات الوفاق لم تكن تمتلك نظام دفاع جوي قادر على كسر طائرات الخصم (حفتر وداعميه).
ووفقا للباحثة، فإن الدفة بدأت بالدوران، بعد حصول حكومة الوفاق على أنظمة الدفاع الجوي من تركيا بعد نوفمبر الماضي، ولم تعد قوات حفتر قادرة على إجراء عملياتها الجوية البحرية وسط طرابلس.
وتابعت: “بات حفتر غير قادر على استخدام الطائرات بدون طيار الاستكشافية، أو الطائرات الحربية التي يمتلكها، وأصبح سلاحه الوحيد صواريخ غراد العمياء التي تطلق بشكل عشوائي في طرابلس ما سبب خسائر بالمدنيين فقط”.
وأضافت، أنه على الرغم من تحقيق بعض المكاسب منذ أفريل 2019، حتى بداية العام الجاري، فإنه غير قادر على تجاوز مواقعه بالقرب من طرابلس.
استراتيجية حكومة الوفاق
وأكدت على أن حكومة الوفاق، تسعى لإنهاء التهديد العسكري على العاصمة عن طريق كسر الحصار بهجمات مضادة، وبالتالي، يفتح المجال أمامها للمضي نحو السيطرة على مرافق النفط، وخطوط الأنابيب، وموارد المياه والطرق السريعة.
واستدركت بالوقت ذاته، على ضرورة الأخذ ببعض الاحتمالات، ومنها، “إمكانية استخدام حفتر مقاتلات ميراج الفرنسية والتي لم يستخدمها منذ نوفمبر؟”.
وأضافت، أن “الإمارات ومصر ودول أخرى، بادرت بإرسال دفاعات جوية، وأنظمة هجومية، وعليه فإن تأثيرها على الميدان كيف سيكون؟”.
وأكدت على أن حكومة الوفاق، إذا تمكنت من السيطرة على مناطق عدة في نطاق مواقع حفتر، فإن التوازن في الميدان يمكن أن يتغير بسرعة أكبر، وقد يساهم في تغيير مواقف القبائل.
ولفتت إلى أنه عندما قامت القبائل التي دعمت حفتر بسحب قواتها سابقا، حلّت مكانها عناصر أجنبية مثل المرتزقة الروس “فاغنر” إلى الميدان.
وأشارت إلى حالة السخط من القبائل الشرقية الداعمة لحفتر، والتي تهدد بسحب أبنائها من محيط طرابلس، مما قد يغير موازين القوى بالميدان.
وختمت بالقول، أنه يمكن اعتبار أفريل 2020، عنوان مرحلة جديدة في ليبيا.