كيف تستفيد تونس من التراجع المدوي لأسعار النفط ؟ الصادق جبنون يجيب “الرأي الجديد”
تونس ــ الرأي الجديد / حمدي بالناجح
قال الخبير الاقتصادي، محمد الصادق جبنون، أن التراجع الكبير أمس في أسعار النفط في الولايات المتحدة الأمريكية تحديدا، هو من التمظهرات المنتظرة لأزمة انتشار فيروس “كورونا” المستجد، التي أصبحت تسمى إقتصاديا، بأزمة “الانكماش العظيم”.
وأوضح جبنون، أن هذه الأزمة انعكست على العرض والطلب للنفط، وهو ما أدى إلى توقف استهلاك الطاقة وتراجع الأسعار إلى ما تحت الصفر بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وحتى خام برنت الذي تستورده تونس، فقد انخفض إلى حدود 26 دولار، وقد ينخفض إلى مستوى 20 دولارا في الفترة القليلة المقبلة.
وأشار الخبير في استراتيجيات التنمية والغستثمار، إلى أن هذا التراجع سيكون له انعكاسات إيجابية، لأن أكثر من ثلث العجز التجاري يتسبب فيه العجز الطاقي، وهو ما يترتب عنه خسائر كبيرة بالنسبة للميزانية، كما أن نسبة التبعية الطاقية في تونس تصل إلى حدود 54 بالمائة، وهي مؤشرات سلبية جدا.
وتابع الخبير الاقتصادي، بأن هذا الانخفاض سيوفر موارد إضافية للميزانية، ويمكن من تخفيض العجز التجاري والعجز الطاقي بوجه خاص.
وقال محمد الصادق جبنون، بأن البعض سيتعلّل بأن انتاج النفط في تونس توقف، نافيا أن يكون ذلك دقيقا، مؤكدا أنّ تونس ليست من الدول المصدرة، وأن النفط الذي كان موجها للتصدير، سيقع توجيهه للسوق الداخلية، وبالتالي سيوفر واردات إضافية، وفق قوله.
وأضاف الصادق جبنون، بأن الأموال التي تم توفيرها من صندوق الدعم، والتي بلغت 2500 مليار، سيتم الترفيع فيها، بما يمكّن من توجيه هذه الأموال لمقاومة جائحة “كورونا”، إلى جانب توجيهها للملف الاجتماعي في هذه المرحلة، واسترجاع التعافي الاقتصادي بعد الأزمة.
كما لفت جبنون، إلى أنه لا يمكن الحديث عن تخزين طويل الأمد للنفط لغياب الامكانات، وتقادم تجهيزات “ستير”، وغياب مصفاة ثانية في منطقة الصخيرة مع وحدات تخزين، وهو ما يمكن أن يمثل مشروعا اقتصاديا في قادم الأيام.
وشدّد الخبير الاقتصادي، على أن أسعار النفط ستبقى على هذا الضعف لمدة عام أو عامين على الأقل، وهو ما يحتاج إلى سياسة طاقية جديدة مع الإنتقال الطاقي إثر تجاوز الأزمة.