ديفيد هيرست: حظر الإخوان سيكون “إبرة منشطة” للقاعدة و”الدولة الإسلامية”
لندن ــ الرأي الجديد (متابعات)
رآى الكاتب والصحفي البريطاني المعروف والمتخصص في قضايا الشرق الأوسط، ديفيد هيرست أن القرار الأمريكي بحظر جماعة الإخوان المسلمين واعتبارها تنظيماً إرهابياً، إذا صدر بالفعل، فسوف يكون بمثابة “إبرة منشطة لتنظيم الدولة الإسلامية الذي ظهر زعيمه قبل أيام في تسجيل فيديو يُهدد العالم من جديد”.
وقال هيرست في مقاله الذي نشره موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، إنه “من الممكن أن يصبح هذا أخطر قرار يتخذه ترامب حتى هذا التاريخ، قرار له ما بعده، وهو قرار يُثبت أن هذه الإدارة الأمريكية، هي الأكثر تدميراً في تاريخ الولايات المتحدة المعاصر”.
ويتابع هيرست في المقال: “لا يوجد شيء صُمم ليحقن ذراع أبو بكر البغدادي المتبختر بإبرة منشطة، أفضل من إعلان التوجه نحو حظر أعظم أعدائه وأكثرهم فاعلية، ألا وهي جماعة الإخوان المسلمين”.
ولفت هيرست إلى أن خبراء مكافحة الإرهاب، ومنهم الذين يعملون في صفوف المخابرات الأمريكية أو المخابرات البريطانية لطالما أكدوا مرارا وفي أكثر من مناسبة، أن تصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية، سوف يؤدي إلى إضعاف ما لدى زعماء الإخوان من حجج ضد العنف، ويزود تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة بمادة إضافية، يستخدمانها في الدعاية والترويج، بهدف جذب مزيد من الأتباع والحصول على مزيد من الدعم، وبشكل خاص لشن هجمات ضد مصالح الولايات المتحدة.
كما لفت هيرست إلى تقرير استخباري أمريكي، يقول بأنه تم تسريبه عمداً إلى الإعلام في وقت سابق، من أجل أن يعرف الناس الموقف الحقيقي لجهاز الاستخبارات، وكان مفاده أنه “من وجهة نظر المخابرات الأمريكية، يمكن لحظر جماعة الإخوان المسلمين أن يسعر التطرف لا أن يقضي عليه”، مشيراً إلى أن هذا هو نفس موقف المخابرات البريطانية رداً على التحقيق في جماعة الإخوان المسلمين داخل بريطانيا، الذي كلف به دافيد كاميرون في العام 2014 السير جون جينكنز بتحريض من الإمارات العربية المتحدة.
ويضيف هيرست: “لقد عمدت كل من المخابرات الأمريكية والمخابرات البريطانية إلى تسريب معارضتهما إلى وسائل الإعلام، لضمان أن يعرف الجمهور موقفهما من مشروع حظر جماعة الإخوان المسلمين”.
ويؤكد هيرست في مقاله أن تمرير قرار حظر جماعة الإخوان في الولايات المتحدة، سوف يكون خبراً مفرحاً لكل من ولي عهد السعودية وولي عهد أبو ظبي ورئيس وزراء إسرائيل.
ويخلص هيرست إلى القول إنه من خلال حظره لجماعة الإخوان، يوجه ترامب رسالتين، الأولى لقاعدته من العنصريين البيض الكارهين للإسلام، ومفادها “امضوا قدماً، واخلطوا الأوراق، واجعلوا الإسلام المتطرف يتماهى تماماً مع الإخوان ومع كل مسلم، بحجة أنهم يكرهوننا، فأنتم تجعلون من أمريكا عظيمة بقدر ما تحقرون من شأن المسلمين”.
أما بالنسبة للعرب، فرسالة ترامب – بحسب الكاتب – ستكون على النحو التالي: “الديمقراطية لا تصلح… والنأي عن العنف لن يصل بكم إلى شيء… وأما المظاهرات السلمية فهي للجنيات… وليس أمامكم سوى واحد من خيارين: اخضعوا لحكم الطغاة الذين سيزيدونكم فقراً وسيضعفون دولتكم، أو انضموا إلى صفوف داعش… الخيار لكم.. التعرض للتعذيب والتنكيل على أيدي قواتكم الأمنية أو الاحتراق بنيران قواتي أنا”.
وينتهي هيرست إلى القول، إن النضال من أجل الحيلولة دون صدور القرار، أمر في الصميم، ولا يتعلق بما إذا كان المرء يضع نفسه في المعسكر العلماني أو المعسكر الديني، ولا يتعلق بما إذا كنت تعتبر الإسلام السياسي شيئاً حسناً أم شيئاً سيئاً، بل يتعلق بحماية الديمقراطية في الداخل وفي الخارج.