الجزائر تغلي.. الشرطة تعنّف المحتجين.. و”الحراك” يحمل رئيس الجمهورية المسؤولية
الجزائر ــ الرأي الجديد / عثمان نصرة
استخدمت قوات الأمن الجزائرية القوة المفرطة، واعتدت على المتظاهرين، وحاولت تفريقهم ومنعهم من التظاهر في العاصمة وعدد من المدن الجزائرية، كما شنّت حملة اعتقالات في صفوف الناشطين والمتظاهرين خلال تظاهرات السبت في إطار الحراك الشعبي.
واعتقلت عناصر الأمن عدداً من المتظاهرين، بينهم الناشط المفرج عنه سمير بلعربي، والصحافي خالد درارني، والناشط سفيان هداجي، عندما كانت قوات الأمن تحاول منع المتظاهرين من التجمع في شارع ديدوش مراد وقرب ساحة أودان في وسط العاصمة الجزائرية.
وأصيب عدد من المتظاهرين بجروح، خاصة على مستوى الرأس والظهر، بسبب الاستخدام المفرط للقوة والضرب بالعصي دون تمييز، ما تطلب تدخل طواقم إسعاف ومتطوعين لإسعاف المصابين.
وحمل المحامي والناشط الحقوقي عبد الغني بادي، وزير الداخلية كمال بلجود، ومدير الأمن العام خليفة أونيسي، “كل المسؤولية في ما حدث ويحدث من عنف وسحل وضرب واعتقال المتظاهرين في الحراك الشعبي”.
وطالب بادي النائب العام بـ “فتح تحقيق مستقل والتحرك الفوري بشأن التجاوزات التي يقوم بها عناصر الأمن”.
ويفهم من تصعيد قوات الأمن مع المتظاهرين في الحراك، في ثالث سبت تنظم فيه التظاهرات، سعي الشرطة لمنع الحراك من التظاهر في هذا اليوم، وإحباط توسيع التظاهرات لليوم الثالث في أسبوع، خاصة أن قوات الأمن باتت مرهقة بفعل طول فترة الحراك الذي دخل سنته الثانية دون توقف.
وبرغم ذلك، أصرّ الآلاف على التظاهر في ثالث سبت منذ إعلان الحراك الشعبي توسيع أجندته الزمنية للتظاهر إلى يوم السبت، لتصبح التظاهرات ثلاثة أيام في الأسبوع، الجمعة والثلاثاء إضافة إلى السبت، للضغط على السلطة للاستجابة لتحقيق المطالب السياسية المرفوعة منذ اندلاع الحراك في فبراير/شباط 2019.
رفع المتظاهرون شعارات مناوئة للسلطة وتدعو إلى إطلاق مسار ديمقراطي جديد يسمح بصياغة دستور توافقي، والدعوة إلى إقامة “دولة مدنية وليس عسكرية”، ورفضوا تدخل الجيش في الخيارات السياسية للجزائريين، كما رددوا هتافات مناوئة للرئيس عبد المجيد تبون وللمشاورات السياسية التي يقوم بها مع عدد من الشخصيات السياسية.
وإضافة إلى العاصمة، خرج الآلاف من المتظاهرين في عدد من المحافظات، أبرزها بجاية وتيزي وزو في منطقة القبائل، ووهران وتلمسان غربي الجزائر، وعنابة وقسنطينة شرقي البلاد، ورفعت خلال التظاهرات لافتات تطالب بالديمقراطية ووقف الاعتقالات وإطلاق المساجين الموقوفين في السجون حتى الآن، وأبرزهم كريم طابو وإبراهيم لعلامي وعبد الوهاب فرصاوي.