حسب “فورين بوليسي”: المسلمون في الهند يواجهون خطرا جسيما.. والشرطة هي السبب
نيودلهي ــ الرأي الجديد (صحافة أجنبية + مواقع)
قال الأكاديمي أشتوش فارشني، مؤلف كتاب “الصراع الإثني: الهندوس والمسلمون في الهند”، والفائز بجوائز دولية، أن أحداث الشغب في دلهي الأسبوع الماضي تحمل الصفات كلها لما يسمى pogrom (مذبحة منظمة).
وتوقع فارشني، أن أحداث الأسبوع الماضي القاتلة، ستعاد في أنحاء أخرى من البلد، وأن المسلمين بالذات عرضة للتأثر.
ووفق مجلة “فورين بوليسي” التي نشرت تصريحات أشتوش فارشني، فإنّ المذابح المنظمة هي نوع من أنواع الشغب عندما لا تكون الأحداث ببساطة مجرد اشتباكات بين مجموعتين من الغوغاء، أو مجموعتين “اجتماعيتين”، لكن بدلا من ذلك فإن الشرطة انحازت إلى مجموعة، إما بغض الطرف عما تفعل، أو بمساعدتها، وأحيانا مشاركتها مباشرة في ارتكاب العنف،
وحول تصنيف العنف في دلهي (الهند)، أشار فارشيني، إلى أنه بعد يوم واحد من تجدد الاشتباكات، رأينا “تحزب الشرطة واضحا، فتمت مهاجمة مسجد ومزار إسلامي وبيوت المسلمين ومتاجرهم، ولم تستجب الشرطة لطلبات النجدة، مبرزا أنّ السجلات أظهرت عددا كبيرا من الاتصالات من شمال شرق دلهي، لكن الشرطة لم تستجب، وقامت مجموعات الغوغاء الهندوسية بالهجمات دون خشية من العقاب.
وأضاف قائلا: “هناك فيديوهات أظهرت شبابا مسلمين تضربهم مجموعة غوغاء هندوسية، والشرطة يحيطون بالشباب المصابين وهم على الأرض، ويطلبون منهم ترديد النشيد الوطني بينما يتم ضربهم، إن ذلك فاضح للغاية”، حسب قوله.
وفيما يتعلق بإمكانية حصول أحداث عنف في أنحاء أخرى من الهند، قال الأكاديمي، فارشيني، أنّ الخطر على الأقلية المسلمة التي تعيش في مناطق حكم “بي جي بي” كبير جدا، وتبدو ولاية أوتار براديش، أكبر ولاية هندية وعدد سكانها 200 مليون، هي الأكثر عرضة للخطر، فالمسلمون يشكلون فيها نسبة 18%، وهم موزعون في أنحاء الولاية كلها، وكانت هناك أحداث شغب كبيرة في مظفر آباد عام 2013 مثلا، ولم ير عناصر الشرطة في أي مكان، بالإضافة إلى أن ولاية أوتار براديش يحكمها السياسي يوغي إديتياناث، المعروف بكراهيته للمسلمين، مشددا على أنّ المواطنين المسلمين في الولايات التي يحكمها حزب “بي جي بي”، يعدّون في وضع خطير، وفق تقديره..
واعتبر الأكاديمي المتخصص في الشؤون الهندية، أنّ القضية الأكثر إلحاحا، هي كيف يمكن التقليل من مدى أو كثافة العنف، وهنا يأتي دور الإعلام، فمن خلال نقل الأخبار بشجاعة، وشجب ما تجده غير مقبول أو تراه خرقا غير مقبول للعادات والقوانين، وبإيجاد رواية ناقدة، فإنه يمكن للإعلام إبطاء العنف أو التخفيف من حدته.
ويعيش الصحافيون في الهند تحت التهديد، فأحد المصورين قال لـ “واشنطن بوست”، إن إحدى مجموعات الغوغاء، هددته بنزع سرواله، لرؤية ما إذا كان مختونا أم لا، وذلك لمعرفة ما إن كان مسلما أم لا..
يذكر أنّ أحداث الأسبوع الماضي في الهند، التي أدت إلى مقتل 46 شخصاً وإصابة المئات، غالبيتهم العظمى من المسلمين، أعادت إلى الأذهان، أعمال العنف الدموية التي شهدتها ولاية ذكر غوجارات شمال غربي البلاد في عام 2002، حين كان حزب “مودي” نفسه رئيساً للحكومة المحلية في الولاية (2001 -2014)، التي قتل فيها نحو ألف شخص غالبيتهم من المسلمين.
المصدر: (مواقع + الرأي الجديد + فورين بوليسي)