النفط والشبيحة والمرتزقة.. عناصر التحالف بين حفتر والأسد
تونس ــ الرأي الجديد (مواقع إلكترونية)
أعاد التنسيق المتبادل بين النظام السوري والحكومة الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر التساؤلات عن طبيعة العلاقة بين الطرفين اللذين يحصلان على دعم روسي وإقليمي.
وذكرت وسائل إعلام سورية وليبية أن وفدا ليبيا يزور دمشق، برئاسة وزير خارجية الحكومة الموالية لحفتر، اتفق مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم على إعادة فتح مقرات البعثات الدبلوماسية وتنسيق المواقف بين الطرفين، إضافة إلى مواجهة ما أسموه بالعدوان التركي على ليبيا وسوريا.
وكانت حكومة الوفاق الوطني اتهمت في وقت سابق هيئة الاستثمار العسكري التابعة لحفتر بإقامة علاقات تجارية مشبوهة، ومنح السوريين تأشيرات مزورة للدخول إلى ليبيا بالتنسيق مع النظام السوري.
وأكدت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق حصول النظام السوري على وقود الطيران من حفتر، مقابل حصول الأخير على الأموال والأسلحة، في انتهاك للحظر الدولي على الوقود المفروض على النظام السوري منذ أواخر عام 2013.
ويرى محللون وسياسيون ليبيون أن حلفاء حفتر وجهوه إلى العمل على فك عزلة دمشق عبر تسيير الرحلات الجوية المباشرة على متن شركة “أجنحة الشام”، بين مطاري دمشق السوري وبنينا في بنغازي شرق ليبيا، لإرضاء موسكو ودفعها للتدخل العسكري في ليبيا.
وتأسست “أجنحة الشام” للطيران عام 2007، وتعود ملكيتها إلى رجل الأعمال المقرب من النظام السوري محمد شموط. وتعرضت لعقوبات أميركية عام 2016، بسبب نشاطها في نقل المرتزقة لدعم نظام بشار الأسد خليفة حفتر.
دوافع أساسية
وقال رئيس اللجنة الأمنية بالمجلس الأعلى للدولة بلقاسم دبرز، “إن الجسر الجوي المباشر بين مطاري دمشق وبنينا هو لنقل المرتزقة الروس والشبيحة السوريين لدعم حفتر عسكريا في حربه على طرابلس، مقابل الحصول على امتيازات أخرى”.
ويضيف دبرز في تصريح إعلامي: “النظام السوري المتمثل في بشار الأسد يهمه إفشال ثورة 17 فبراير، ونقل نظام الحكم في ليبيا إلى حاكم دكتاتوري دموي مثل نظام الأسد، والقاسم المشترك بين حفتر ونظام الأسد هو الداعم الروسي، والاستعانة بالمرتزقة مقابل المال، والأسد وحفتر من مدرسة واحدة تعتمد الموت والتدمير والحكم بقوة السلاح”.
ويؤكد المحلل السياسي صلاح البكوش أن تدشين علاقة دبلوماسية بين حفتر وبشار الأسد هو محاولة من الطرفين لإحكام السيطرة على الأرض بالقوة، لإضفاء الشرعية على موقفهما.
ويضيف البكوش “التقارب بين حفتر والنظام السوري لن يغير من الأمر شيئا، لأن موقف الرجلين أجوف، ويعتمد كليا على قوى إقليمية ودولية ومرتزقة من كل حدب وصوب، وليس لدى كل منهما ما يقدمه للآخر”.
ويعتبر البكوش، أن جزءا من الدعم الذي يتلقاه حفتر من موسكو هو من أجل تطبيع العلاقة مجددا في المحيط العربي مع نظام بشار الأسد، حيث تسعى روسيا بجدية إلى إقناع الدول الأخرى بقبول النظام السوري والتنسيق معه.
دور السعودية والإمارات
أما الباحث في قضايا العالم العربي والإسلامي صلاح القادري فيقول “التقارب في الأساس بين حلفاء حفتر وحلفاء النظام السوري، بتوسط من موسكو وأبو ظبي والرياض، وطبيعة العلاقة بين حفتر والنظام السوري مبنية على قضية إستراتيجية، وهي أن قوة حكومة الوفاق حاليا مستمدة من الموقف التركي المعادي لنظام الأسد وحفتر معا.
ويعتبر القادري أن إغراق تركيا في شمال سوريا هو نوع من إبعادها عن دعم حكومة الوفاق الوطني في حربها على حفتر، مشيرا إلى أن النظام التركي عندما ينشغل في حدوده الجغرافية من الصعب أن ينتصر لدولة بعيدة عنه نسبيا، وهي ليبيا، باعتبار الأولوية هي حماية الحدود وصد الخطر القريب.
ويضيف “الروس والإيرانيون لديهم القوة العسكرية لكنهم يعيشون أزمات مالية كبرى، والنظام السوري لديه مشكلة في توفير الطاقة والمال، ولذلك يستفيد من دعم حفتر وحلفائه الإماراتيين والسعوديين في الدفع بسخاء، إضافة إلى أن من مصلحة حفتر إشغال تركيا في سوريا”.
ويتابع القادري “التقارير تتحدث عن اتفاق مالي بين النظام السوري والروسي من جهة، وبين السعوديين والإماراتيين من جهة أخرى، لتمويل حملة الروس في سوريا ضد الأتراك، وذلك ليس ببعيد عما يحدث في ليبيا”.
ويخلص إلى القول “إن خريطة موازين القوى قلبت إستراتيجيا في منطقة الشرق الأوسط والبحر المتوسط، بعد توقيع الاتفاقية الأمنية الاقتصادية التركية الليبية، التي تؤدي إلى تحالفات إستراتيجية جديدة مضادة”.
المصدر: موقع “الجزيرة نت”