قالوا أن جماعات دينية متورّطة في انتشار فيروس “كورونا”: كوريون جنوبيون يتّهمون مسؤولو الكنيسة
تونس ــ الرأي الجديد (وكالات)
في الإسبوع الماضي، بدأ فيروس “كورنا” بالإنتشار في جميع أنحاء كوريا الجنوبية، برغم أن سيول بدت لفترة من الوقت معرضة لخطر إصابات أقلّ مقارنة بالدول المجاورة، ثمّ أصبحت مدينة دايغو، على بعد 237 كيلومترًا جنوب سيول ، النسخة الكورية من “ووهان”.
وأعلنت الحكومة الكورية، عن حالة تأهّب حمراء بسبب زيادة الحالات المؤكدة للإصابة، وبينما يرتجف الكوريون من فكرة الإصابة بالعدوى وسط هذا الوباء، يؤمن الكثيرون أن أتباع كنيسة تشينتشونجي، وهي جماعة دينية مثيرة للجدل، “مصدراً رئيسياً لانتشار فيروس كورونا”.
وكان المركز الكوري الجنوبي لمراقبة الأمراض والوقاية، أشار باكتشاف أول إصابة في منطقة دايغو، لامرأة تبلغ من العمر 61 عاما، نقلت العدوى أثناء الصلوات من دون أن تعلم، وبحسب ما ورد زار أكثر من 1000 شخص الكنيسة أثناء وجودها هناك.
وأثار ردّ مسؤولي شينتشونجي على الحادث، غضب الكوريين، وذلك عندما أبلغ المركز الكوري الجنوبي لمراقبة الأمراض والوقاية بالحادث، أصدر مسؤولو كنيسة تشينتشونجي تنبيها للأعضاء بعدم الكشف أبدًا بالانتماء للكنيسة والتظاهر بعدم حضور الشعائر الدينية في الكنيسة، وعدم اتباع أوامر الحكومة المتعلقة بفيروس “كورونا”، حيث ادعى “لي مان هي” ، مؤسس الكنيسة، أن الشيطان كان ينشر الفيروس لوقف نمو الكنيسة.
كنيسة تشينتشونجي هي كنيسة إنجيلية مثيرة للجدل في كوريا، يدّعي مؤسسها أن المسيح ظهر له، وبذلك يمكنه أن يقدم حياة أبدية لأتباع الكنيسة.
ووصفت الحكومة تشينتشونجي بأنها عبادة دينية، كما يعتقد أتباعها البالغ عددهم 200000 ألف، أن تشينتشونجي هوالجنة، مع عقيدة ما يسمّى بالحياة الأبدية مع قدوما ثانيا ليسوع المسيح، و يعتقد أتباعها أنهم لا يعانون أبدا من مرض أو موت.
ومع مبدأ الحياة الأبدية، قلّل أتباع تشينتشونجي من جهود الحكومية لمكافحة الفيروس، حيث أخفى بعض أتباع الكنائس حقيقة أنهم حضروا خدمات دينية مع الحالة المصابة والتي تمّ الكشف عنها، ولم يستجب بعضهم للمكالمات الهاتفية من السلطات الصحية، التي تحاول تعقب الأشخاص المصابين، ثمّ بدأ كثير من الناس في إدانة تشينتشونجي وأتباعه.
العديد من المصابين حديثًا هم من أتباع كنيسة تشينتشونجي، بمن فيهم أولئك الذين حضروا مراسم دينية مع أول حالة إصابة، كما يوجد آلاف من أتباع الكنيسة في الحجر الصحي، بعدما أعلنت الحكومة عن خطط لاختبار مائتي ألف شخص من أتباع الكنيسة للفحص الدقيق.
وحذّرت السلطات الصحية، من احتمال إصابة المزيد من الأشخاص بسبب طريقة عبادة أتباع الكنيسة، حيث يركع جميع المتابعين بإحكام ويصلون لفترة طويلة، ولا يمكن لأحد ارتداء قناع أثناء الصلاة.
ومع تصاعد الإصابات والانتقادات العنيفة ضدّ تلك الجماعة الدينية، قرّر أتباع كنيسة تشينتشونجي متأخراً اتّباع أوامر الحكومة.
وادعى متحدث باسم الكنيسة، في مؤتمر صحفي، أن أتباع تشينتشونجي كانوا أكبر الضحايا، وحثّ المواطنين على الكفّ عن شيطنة أتباع الكنيسة.
بالرغم من ذلك، يوجّه الكثيرون النقد لتلك الجماعة الدينية المثيرة للجدل، ولا عجب في ذلك بعد تصريح “كوون يونج جين” ، عمدة دايغو، إن الحالات المؤكدة للإصابة بالفيروس من المرجّح أن ترتفع في المدينة.