فك العقدة: لماذا تراجعت حركة النهضة ؟ / بقلم رياض الشعيبي (فيسبوك)
تونس ــ الرأي الجديد (مدونات)
في غياب أي رؤية سياسية، أصبح قلب تونس أحرص على تمرير الحكومة من النهضة …
فقلب تونس لم يكن مستعدا للذهاب لانتخابات مبكرة؛ لذلك لم يذهب مذهب حركة النهضة في حجب الثقة عن الحكومة. أمام هذا الموقف، يبدو ان النهضة خشيت من ان تجد نفسها معزولة داخل المجلس، وتفشل بالتالي في منع المصادقة على الحكومة. الامر الذي جعلها تتراجع عن موقفها الاول، وتكتفي ببعض المكاسب الجزئية في تركيبة الحكومة عوضا عن مبادرتها في تشريك قلب تونس لتوسيع الحزام السياسي وخاصة تنويع التحالفات.
وما جاء في بيان النهضة من تحفظات على الحكومة، رؤية ومسار تشكل وهندسة وزارية، يبين بوضوح حالة الضرورة القصوى التي دفعتها لمنحها الثقة. وتبرير هذا الموقف بالوضع الاقليمي والازمة الاقتصادية ليس منطقيا، لغياب أي متغير نوعي يجعلها تراجع موقفها خلال ثلاثة ايام. فنفس الوضع الاقليمي ونفس الظرفية الاقتصادية مستمران منذ أشهر طويلة. لكن المتغير الحقيقي، متمثلا في تراجع قلب تونس، امتلك خاصية محددة بشكل مباشر في نجاعة خيار عدم التصويت والخشية من استتباعاته الكارثية على وضعيتها في المشهد السياسي.
من جهة ثانية، فان قلب تونس قد نبه مرارا الى خطورة الذهاب لحل البرلمان (رغم كونه اجراءا دستوريا ممكنا)، مبررا ذلك بالخوف من تغول رئيس الجمهورية متبوعا بيوسف الشاهد. وبالتالي أراد ان يتجنب بقوة الذهاب لهذا الاحتمال من خلال التأكيد على الحاجة لتمرير حكومة الفخفاخ. ورغم ان أغلب الاحزاب تتفق على خطورة الذهاب لانتخابات مبكرة؛ الا انها لم تعبر بمثل تصريحات قلب تونس في الموضوع. ويستثني من ذلك حركة النهضة التي بدت الأكثر استعدادا وحتى استفادة من اعادة الانتخابات. لكنها تداولت على نطاق واسع داخلها مبررات قلب تونس في تبني واضح لخطابه؛ وذلك للتعمية على السبب الحقيقي في تراجعها متمثلا في تخلي قلب تونس عنها لصالح التصويت للحكومة برغم عدم مشاركته فيها.
* رياض الشعيبي (باحث في الشؤون السياسية)