حافلة الترجي تتعرّض للعنف: التعصّب الرياضي في تونس إلى أين ؟
تونس ــ الرأي الجديد / رضا حامدي
شكّلت هزيمة الترجي الرياضي التونسي ضدّ الزمالك المصري، في كأس “السوبر”، فسحة لعدد من جماهير أندية تونسية منافسة، للسخرية من الهزيمة ونشر ”الشماتة” عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ويلاحظ أن جماهير الأهلي المصري، رغم منافستها التقليدية للزمالك إلاّ أنها أبت أن تعبر عن فرحتها بتتويج الفريق المصري، وهو ما يعني تركها للتعصب جانبا عندما تكون المنافسة خارجية.
للأسف هذا السلوك لم يطبع جماهيرنا في تونس، بل أكثر من ذلك، فقد تعرّضت حافلة الترجي في قطر إلى هجوم همجي من أحد المشجعين، حيث ثبت أنه تونسي ينتمي لأحد المنافسين التقليديين للترجي.
كما تعرّضت حافلة النادي البنزرتي الجديدة عند وصولها ميناء رادس، إلى هجوم وتكسير من أحد مشجعي الأندية المنافسة.
البطولات الأوروبية رغم حجم المنافسة، لاتجد إلا التشجيع النظيف وأحيانا تختلط الجماهير في مدرج واحد في نفس المباراة ولا تحصل أي تجاوزات.
الأمر ينطبق أيضا على البطولات الخليجية، فالجماهير تأتي للفرجة والاستمتاع ولا يحصل أي مكروه، فقط في تونس تجد الشغب والتعصّب وكأن الجماهير التونسية استثناء.
محلّلون في مجال علم النفس، يوعزون الأسباب إلى تخمّر باعتبار الملعب فضاء رحب للتعبير عن احتقان اجتماعي داخلي.
كل التفسيرات غير مبرّرة، خصوصا بعد الثورة، فلماذا ”الشماتة”،الترجي انهزم وخسر لقبا والكرة التونسية خسرت في النهاية.
وسيفوز الترجي في قادم المباريات وسينهزم، وسيتوّج فريق تونسي آخر والكل يصب في مصلحة كرتنا التونسية، فلماذا كل هذا الحقد والكراهية بين الجماهير؟
وإلى متى هذا التعصب ؟