خبراء: لهذه الأسباب تصر “حركة النهضة” على إشراك “قلب تونس” في الحكومة ..
تونس ــ الرأي الجديد
اعتبر خبراء تونسيون أن إصرار “حركة النهضة”، على إشراك حزب “قلب تونس” في حكومة المقبلة، برئاسة إلياس الفخفاخ، يستهدف توفير الاستقرار والثقة داخل الحكومة.
وأفاد الخبراء، أن “النهضة” تلتقي مع “قلب تونس” في الرُؤى السياسية والاقتصادية، كما أنها لم تعد تثق بالأحزاب التي أسقطت تشكيلة حكومة الحبيب الجملي في 10 جانفي الماضي، وخاصّة حزبي “التيار الديمقراطي” و”حركة الشعب”.
وفسر الخبراء إقصاء الفخفاخ لـ”قلب تونس”، بقيادة نبيل القروي، مع بداية مشاورات تشكيل الحكومة، بأن الفخفاخ اعتمد حزامًا سياسيًا لحكومته من الأحزاب التي ساندت قيس سعيد في الدور الثاني بانتخابات الرئاسة، في 2019، التي فاز بها سعيّد أمام القروي.
انعدام الثقة
وأرجع بولبابة سالم، محلل سياسي، إصرار “النهضة” على إشراك “قلب تونس” في الحكومة بأن “النهضة استخلصت الدروس من تجربة حكومة الجملي، واعتبرت أنه لا يمكن لها أن تثق بحزبي التيّار والشعب بعد تصويتهما ضدّ حكومة الجملي”.
وأضاف سالم، “في بداية مشاورات تشكيل حكومة الفخفاخ كان هناك تهارج سياسي واتهامات متبادلة بين التيار والنهضة، ومحاولات ضرب تحت الطاولة”.
وأوضح المحلل السياسي، أنه “في إطار هذا الصراع قدّم التيّار للبرلمان، الأسبوع الجاري، مقترحًا لانتخاب رئيس للبرلمان كل سنة قابلة للتجديد، وذلك ضمن الصراع السياسي والحكومي”.
وتابع بولبابة سالم، “صحيح أنه حصل سابقا صراع انتخابي كبير بين النهضة وقلب تونس، لكن ما يجمع بينهما أنهما حزبان برغماتيان على المستوى السياسي، وعلى المستوى الاقتصادي لهما نفس التوجهات (ليبرالية)”.
ورأى سالم، أنه “لا توجد اختلافات كبيرة بين النهضة وقلب تونس، بينما توجد اختلافات أيديولوجية بين النهضة والتيار (اجتماعي ديمقراطي) والشعب (قومي ناصري)، وهدفهما الأساسي هو عزل النهضة أو استئصالها، حسب خطابهما”.
وحول مدى تأثير “النهضة” على مسار تشكيل الحكومة، قال المحلل السياسي، أن “الغنوشي قام بضغوطات وانتقادات إعلامية كبيرة جدًّا على الفخفاخ ليستجيب لمطالبه، حيث هدّدت النهضة بعدم التصويت لتمرير الحكومة، ما لم يشارك فيها قلب تونس”.
واعتبر سالم، أن “دعوة قلب تونس للمشاورات، يوم الجمعة الماضي، هي خطوة إيجابية، أما مشاركته في الحكومة من عدمها فتخضع للمشاورات؛ فالأصل أن برنامج الحكومة يحدد طبيعة الأحزاب المشاركة، فربما يكون هناك برنامج لا ينسجم مع أحزاب، فلا تشارك”.
وشدّد المحلل السياسي، على أن “قلب تونس ليس مجردّ حزب سياسي، وإنما واجهة لمراكز نفوذ قوية بتونس، منها نفوذ مالي واقتصادي وإعلامي ورجال أعمال، ومكانه الطبيعي بالنسبة لمن دعموه هو السلطة وليس المعارضة.. والنهضة أصرّت على إشراك قلب تونس لتحقيق مزيد من الاستقرار”.
“سياسة المخاتلة”
من جهته، رأى الباحث السياسي، رياض الشعيبي، أن “النهضة لم تجد في الكتلة الديمقراطية (التيار والشعب) الحليف الذي يمكن أن تثق به، بعد فشل حكومة الجملي”.
وأضاف رياض الشعيبي، “صحيح أن كتلة قلب تونس صوتت أيضًا ضدّ حكومة الجملي، لكن موقفها من حكومة الجملي كان منذ البداية مبنيًا على الوضوح ومختلفًا مع مسار تشكيل الحكومة، بينما استعملت الكتلة الديمقراطية المخاتلة، فرغم استجابة النهضة لكل مطالبها، قررت في النهاية التصويت ضدّ حكومة الجملي”.
وعن رغبة الفخفاخ في البداية بإقصاء “قلب تونس”، قال الشعيبي، “الفخفاخ كان تحت تأثير أمرين، الأوّل هو رسالة التكليف من رئيس الدولة، إذ كان الفخفاخ يعتقد أن الرسالة تتضمّن توجيهات سياسية باعتماد الأحزاب التي صوتت لسعيد كحزام سياسي دون غيرها”.
والأمر الثاني، وفق الباحث السياسي، هو أن “الفخفاخ بدا متأثرًا بأحزاب معينة في مشاورات الحكومة كانت مترددة في إشراك قلب تونس، وأقصد هنا حزبي التيار والشعب”.
ورأى رياض الشعيبي، أنه “في الوقت الذي تحاول فيه أحزاب الحدّ من تأثير النهضة في المسار السياسي للبلاد (ملمّحًا للتيار والشعب)، هناك أطراف حاولت افتكاك هذا التأثير، وهو ما تجلى في حرب ليّ الذراع بين الفخفاخ والنهضة من خلال تناقض موقفهما من إشراك قلب تونس مع بداية المشاورات”.
المصدر: (وكالة الأناضول)