راشد الغنوشي يدعو إلى تحرّك عربي ودولي لرفض “صفقة القرن”
عمان ــ الرأي الجديد (متابعات)
شارك رئيس مجلس النواب، راشد الغنوشي، في المؤتمر الثلاثين الطارئ للاتحاد البرلماني العربي المنعقد بالأردن، تحت عنوان “دعم ومساندة الأشقاء الفلسطينيين في قضيتهم العادلة”.
وقال راشد الغنوشي، في كلمته، وفق بيان للبرلمان، اليوم السبت، أنّ القضية الفلسطينية لا تزال القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية وهي قضيّة كلّ أحرار العالم، مضيفا بأن “أنّ من يتكلّم عن الحريّة كلامه مبتور وفلسطين مُكبّلة ومن يتكلم عن حقّ الطفولة كلامه منقوص وطفولة فلسطين مُشرّدة، ومن يتكلم عن المرأة كلامه محدود والمرأة الفلسطينية تُداس كرامتها، فلسطين قضيّة تُحرج الضمائر الحية وتنادي من أعماق الإنسان بأن العالم لا يزال بعيدا عن إشاعة قيم الحقّ والعدل والسّلام”.
وشدّد الغنوشي، على أنّ ما يُسمّى بــ “صفقة القرن” جاءت تعدّيا على الحقّ وخللا في ميزان العدل وتهديدا لأسس السلام، مؤكّدا “أنّ فلسطين ليست بضاعة حتى نتكلم عن صفقة تخصها، والقدس ليست أصلا تجاريا يُباع ويُشترى، بل هي جزء من عقيدة والعقائد خالدة وقضيّة حقّ أبديّ، والحقّ لا يُسَاومُ فيه أصحابُه”.
واعتبر رئيس البرلمان، أنّ الإعتداء على مُقرّرات الشرعية الدولية وعلى أُطر المبادرة العربية للسلام، هو مسٌّ بالحدّ الأدنى للحقّ الفلسطيني وأنّ “صفقة القرن” تجاوزت كلّ هذه المُقررات وداست على كل الأطر لتفتح بابا جديدا للإضطراب في الشرق الأوسط الذي لن ينال هدوءه ولن يبلغ سلامه إذا لم تتحقق الدولة الفلسطينية وعاصمتها القُدس الشريف.
كما قال راشد الغنوشي، أنّ المسّ بالوضع التاريخي والقانوني القائم للقدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، “هو اعتداء على كل القوانين والمواثيق الدولية وتأكيدٌ على أن عالمنا لا يزال محكوما بالفوضى ويخضع لازدواجيّة المعايير”.
وذكّر الغنوشي، بأنّ البرلمان التونسي خصّص يوم الثلاثاء الماضي، جلسة للتضامن مع فلسطين رفضا لصفقة القرن وتنديدا بها وبأنّ التونسيين اجتمعوا في مسيرة حاشدة دعت إليها قيادات القوى الوطنيّة.
وأكد الغنوشي “أنّ نُصرة القضية الفلسطينية يحتاج إلى توحد البرلمانيين العرب، لتفعيل ما لديهم من إمكانات قصد الوُصول للأهداف المرجوة وتحقيقها في أقرب الآجال”.
وقدّم رئيس مجلس النواب مقترحات عمليّة يمكن تفعيلها وفقا لآليات العمل البرلماني، منها “توجيه رسائل باسم الإتحاد إلى جميع البرلمانات الدولية والإقليمية وفي مقدمتها اتحاد البرلمان الدولي والبرلمان الأوروبي والأمريكي اللاتيني والإفريقي، يكون عنوانها رفض الشعوب العربية لصفقة القرن والتنديد بها، وأيضا رسائل بنفس العنوان إلى برلمانات الدول دائمة العضوية لبيان مخاطر هذا الإجراء وانعكاساته على الأمن والسلم الدوليين”.
كما أشار راشد الغنوشي، للحاجة إلى استصدار قرار من الإتحاد الدولي يرفض هذه الصفقة، ويؤكد على حقّ الشعب الفلسطيني في حريّته وعيشه الكريم، بالإضافة إلى أهميّة دعوة اللجنة الدائمة لفلسطين التابعة لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في مُنظّمة التعاون الإسلامي للإنعقاد، وتكليف من يتكلم باسم اتحاد البرلمان العربي ليشرح وجهة النظر ورسم الخطّة العملية للتحرّك الفعلي من أجل نُصرة هذه القضيّة.