5 كتل برلمانية ترفض “تمشي الفخفاخ”: فهل بدأ في فرش “سجاد خروجه” من رئاسة الحكومة من الآن ؟؟
تونس ــ الرأي الجديد / حمدي بالناجح
أثارت العديد من الكتل البرلمانية النقاش والجدل حول منهجية رئيس الحكومة المكلف، إلياس الفخفاخ، والمتعلقة أساسا بإقصاء بعض الأحزاب السياسية من المشاورات، على غرار حزب “قلب تونس”، فيما يرفض آخرون مشاركة بعض الأحزاب التي يرون أنها لا يمكن أن تتفق معها حول برنامج حكومة “ثورية” إصلاحية ضد الفساد.
رفض إقصاء “قلب تونس”
وكان حزب “النهضة” وكتلة “الإصلاح الوطني” المكونة من بعض الأحزاب في البرلمان، رفضا منهجية إلياس الفخفاخ في استثناء “قلب تونس” من مشاورات تشكيل الحكومة، مطالبين بتوسيع الحزام السياسي للحكومة الجديدة، من أجل ضمان دعم سياسي وبرلماني لها بعد منحها الثقة.
ودعت حركة “النهضة”، إثر انعقاد الدورة الاستثنائية لمجلس الشورى نهاية الأسبوع الماضي، رئيس الحكومة المكلف، إلياس الفخفاخ، “إلى توسيع المشاورات لتشمل مختلف الكتل النيابية وذلك لتوفير حزام سياسي واسع، مثلما ورد في نص التكليف الصادر عن رئيس الجمهورية”.
وطالبت “النهضة”، بتشكيل حكومة وحدة وطنية ذات مضمون “اجتماعي ديمقراطي”.
كما أوصى مجلس الشورى، المكتب التنفيذي “بالتهيؤ لكل الاحتمالات بما فيها الانتخابات السابقة لأوانها، على أن يبقى مجلس الشورى في حالة انعقاد دائم”، وذلك في إشارة إلى إمكانية عدم منح الثقة لحكومة إلياس الفخفاخ عند عرضها في البرلمان.
بدوره انتقد رئيس كتلة “الإصلاح الوطني”، حسونة الناصفي، منهجية رئيس الحكومة المكلف، في مشاوراته الحكومية، وهو ما دفعه إلى إلغاء مشاركته في الجلسات الأولى المبرمجة مع الأحزاب السياسية والكتل البرلمانية، لمناقشة برنامج وهيكلة الحكومة أول أمس.
وقال حسونة الناصفي، في تصريح إذاعي سابق، أنّ سبب إلغاء حزبه “مشروع تونس” قرار المشاركة في مشاورات تشكيل الحكومة، هو المنهجية التي يتبناها إلياس الفخفاخ في هذه المسألة، معتبرا أنها “خاطئة من جميع النواحي”.
وأضاف الناصفي، بأن إقصاء رئيس الحكومة المكلف، لأحزاب سياسية وكتل برلمانية، على غرار “حزب قلب تونس”، من المشاركة، هو “أساس خاطئ سياسيا ودستوريا وأخلاقيا”.
أما حزب حزب “قلب تونس”، فقد عبرت قياداته عن رفضها لتمشي إلياس الفخفاخ، في إقصاء حزبها من المشاورات.
وطالب المكتب السياسي للحزب، رئيس الجمهوريّة، بتوضيح، رؤيته وموقفه حول ما جاء على لسان إلياس الفخفاخ، من أنّه سيستمدّ شرعيّته في تشكيل الحكومة من نتائج الانتخابات الرئاسيّة وحدها.
وقرّر المكتب تفعيل اللجنة المكلّفة بالإعداد للانتخابات، ودعوتها إلى الانعقاد ودعوة القيادات والقواعد الجهويّة إلى الاستعداد لكلّ طارئ في هذا الشأن، “تحسّبا لكلّ الاحتمالات”.
التموقع في المعارضة
ومنذ إعلان تكليف الفخفاخ بتشكيل الحكومة، أكد “الحزب الدستوري الحر”، عدم الدخول في أية مشاورات ولا حوارات معه، وذلك تمسكا بموقفه الرافض للدخول في المشاورات مع “حركة النهضة”، أثناء تكليف الحبيب الجملي.
وقالت رئيسة الحزب، عبير موسي، في تصريح إعلامي، أن تعيين إلياس الفخفاخ “يحيلنا على أحلك فترة من فترات تونس”، معتبرة أنه “أحد مهندسي ومؤسسي الانهيار المالي والسياسة النقدية لتونس وانهيار الدينار”.
وتابعت موسي، بأن الفخفاخ “يتحمّل المسؤولية السياسية الثابتة عن كلّ ما حصل في فترة (الترويكا)، من اغتيالات وقتل وتسفير الشباب إلى بؤر التوتر”، وفق قولها.
رفض “تحيا تونس”
وبالرغم من تأكيده بأنه معني بمشاورات تشكيل الحكومة، إلا أن “ائتلاف الكرامة”، عبّر عن “رفضه التام لإحياء المسار التفاوضي الفاشل مع حزب يوسف الشاهد..
واعتبر الائتلاف، “أن الظرف العام في البلاد، يقتضي من الجميع التمسك بكل وضوح بالرجوع للخيار الثوري، وبالقطع الفوري مع منظومة الشاهد، والذهاب إلى تشكيل ائتلاف حاكم من الأحزاب والكتل التي اشتركت في مناهضة الاستبداد على قاعدة تنفيذ جميع استحقاقات الثورة”، وفق بلاغ للإئتلاف..
وأكد “ائتلاف الكرامة”، في ذات السياق، استعداده الدائم للتفاعل مع كل المبادرات التي يعرضها عليه رئيس الحكومة المكلف في هذا الاتجاه.
ويمثّل موقف الأحزاب والكتل البرلمانية المذكورة، الرافضة لمسار المشاورات، امتناع حوالي 140 نائبا عن التصويت لها مبدئيا، بالرغم من أن قرار التصويت من عدمه لم تكشف عنه هذه الكتل، باستثناء “الحزب الدستوري الحر”.
فهل بدأ الفخفاخ يفرش “سجاد خروجه” من رئاسة الحكومة من الآن ؟؟