هل يكون أحمد كرم رئيس الحكومة الذي يبحث عنه رئيس الجمهورية ؟
تونس ــ الرأي الجديد / صالح عطية
علمت “الرأي الجديد” من مصادر قريبة من رئاسة الجمهورية، أنّ شخصية السيد أحمد كرم، كبير خبراء المال والاقتصاد في تونس، ورئيس هيئة المديرين لبنك الأمان، ومؤسس الجمعية المهنية للبنوك التونسية والمغاربية، مطروح بقوة من بين 5 أسماء أساسية مرشحة لرئاسة الحكومة القادمة..
وينطلق أحمد كرم بحظوظ وافرة، بالنظر إلى معرفته الدقيقة بالوضع الاقتصادي والمالي، وخبرته الطويلة في المجال المصرفي، وعلاقاته بالمؤسسات المالية المانحة، ومصداقيته التي يشهد بها كثيرون في المحيط المالي والبنكي والاقتصادي في تونس وخارجها، سيما في الفضاءات الإفريقية والأوروبية، ولدى البنوك الإقليمية، على غرار البنك الإفريقي للتنمية، والبنك الأوروبي، والبنك الإسلامي للتنمية، بالإضافة إلى بنوك عربية عديدة، تشهد للرجل بخبرته ومعرفته الواسعة بمورفولوجيا المصارف والبنوك التونسية والعربية والإفريقية.
ويعدّ أحمد كرم، أحد الخبراء الذين يمتلكون تصورا ورؤية لمسار الأزمة الاقتصادية والمالية في تونس، بحكم معرفته بمكونات المشهد برمته، وعلاقاته الوطيدة والمحترمة بهؤلاء جميعا.
يضاف إلى ذلك، أنّ السيد أحمد كرم، يتمتع بشخصية كاريزماتية بارزة، تحتاجها مؤسسة القصبة في المرحلة المقبلة، سيما وأنّ الرجل يتوفر على استقلالية تامة عن جميع الأحزاب والكتل البرلمانية، وليست له شبهات علاقات خارجية، بقدر ما يتميّز برؤية وطنية لا يشكّ فيها اثنان، وهو لهذا السبب، يبدو الشخصية الأكثر قبولا لدى الأحزاب ولدى رئاسة الجمهورية، بما يجعل منه، من بين الشخصيات الأساسية التي تجد من حولها توافقات واسعة، وحزاما برلمانيا مهما، خصوصا وأنّه لن يكون تحت إمرة أي من الأحزاب، رغم قدرته على صناعة توافقات تستجيب للمرحلة، وهو ما فعله مع بنك الأمان، في أعقاب الثورة التونسية، عندما اتخذ خطوات عملية لحماية، بل تطوير رأس مال بنك الأمان، في وقت كانت البنوك، تخسر من رأسمالها ومن حجم الحصص ورؤوس الأموال الممثلة فيها.
فهل يكون أحمد كرم، “العصفور النادر” الذي تبحث عنه الحكومة للمرحلة المقبلة، التي توصف بــ “الحساسة”؟
أمام رئاسة الجمهورية في هذا السياق، فرصة مهمة للخروج من سجلّ الأسماء المتداولة والمستهلكة، ونوع من “القماش” الجديد، إن صحّ القول، ضمن السير الذاتية المتداولة، والتي قدمتها الأحزاب إلى رئاسة الجمهورية، وهي أسماء تعدّ في مجملها، جزء من الحسابات السياسية والإيديولوجية، وفصل من فصول المعركة السياسية المتواصلة في البلاد منذ 9 سنوات..
ودون أي عملية تسويق للسيد أحمد كرم، الذي قد لا يحتاج إلى تسويق منّا مطلقا، فإنّ رجلا من هذا الحجم، يبدو بعيدا كل البعد عن التجاذبات السياسية والحزبية، وحتى الإيديولوجية السائدة في البلاد منذ سنوات عديدة، بما يجعل منه، رجلا من خارج سياق المرحلة السابقة، وهو بذلك يمتلك مؤشرات نجاح مهمة، إذا ما كان العقل السياسي التونسي، يرغب فعلا في هوية رئيس للحكومة بمواصفات عقلانية وواقعية، يفترضها الوضع، وتحتاجها المرحلة، وتقتضيها انتظارات التونسيين.
يذكر أنّ رئاسة الجمهورية، راسلت جميع الأحزاب والكتل البرلمانية، من أجل تمكينها من مقترحاتها المتعلقة بأسماء لمنصب رئاسة الحكومة، وأمهل الأحزاب منتصف ليلة اليوم الخميس.