الغارديان: طبول الحرب تدق في الشرق الأوسط وترامب يحثّ على الحرب ضدّ إيران
واشنطن ــ الرأي الجديد (وكالات)
اتّهمت صحيفة “الغارديان” البريطانية، في افتتاحيتها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالسير حثيثا نحو الحرب مع إيران.
وأشارت “الغارديان”، إلى أن علماء الطاقة النووية سيقومون في الأسبوع المقبل بالكشف عن توقعاتهم، بشأن المخاطر النووية التي تواجه العالم ويعيدون ضبط الساعة النووية، أو “ساعة النهاية”، وكلما اقتربت عقارب الساعة لمنتصف الليل كلما زاد التهديد الوجودي على البشرية.
وفي حالة استمرت المواجهة بين دونالد ترامب وإيران، أو اتخذت منعطفا مخيفا فهذا يعني أن الخطر على الكرة الأرضية أصبح عظيما، وأعظم ممّا كان عليه في أي وقت، ومنذ اختبارات القنبلة الهيدروجينية.
وأشارت الصحيفة، إلى أن طبول الحرب يتردّد صداها في الشرق الأوسط، ففي يوم الثلاثاء أعلنت بريطانيا وفرنسا وألمانيا ألا خيار أمامها، ولكن رفع درجة التحذير من إمكانية انهيار الإتفاقية النووية التي وقّعت عليها ست دول مع إيران، وذلك بعد إعلان طهران في أعقاب اغتيال الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس أنها أصبحت في حلّ من “القيود العملية” التي ترفضها الإتفاقية عليها.
وحذّر الرئيس الإيراني، من أن الجنود الأوروبيين في الشرق الأوسط “ربما كانوا عرضة للخطر”، في إشارة إلى أن وقوف دول القارة الأوروبية مع دونالد ترامب فسيتمّ التعامل مع قواتها في الشرق الأوسط كعدو.
ودعت الصحيفة، قادة أوروبا وبريطانيا تحديدا بعدم المشي وراء استراتيجية ترامب الحمقاء، ففي عام 2018 خرج من الإتفاقية النووية قائلا إنها لم تعد ناجعة مع أنها كانت ناجحة، ثم أمر بإعادة فرض العقوبات على طهران على أمل تركيعها، لكنّه لم ينجح، بل وردت بسلسلة من الهجمات الجريئة ضد منافسيها العرب السنة، وأكثر من هذا بدأت تدريجيا بالخروج من الإتفاقية النووية.
وفي الوقت الذي أسقط فيه النظام الإيراني، طائرة ركاب ثم كذب ممّا أدى لغضب شعبي، إلاّ أنه من الصعب التأكّد حول طريقة تحويل الغضب، هذا إلى حركة تهدّد النظام.
ويبدو أن ترامب، اليوم وبطريقة متهوّرة يمضي باتجاه الحرب مع إيران، وعلى أوروبا أن تضع الكابح عليه.
وفي جوهر الإتفاقية النووية الموقعة عام 2015 كانت هناك منفعة متبادلة: فقد وافقت إيران على القيود والسماح للمفتشين مقابل حصولها على منافع مالية من رفع العقوبات.
ومن اللافت أن الدول الأوروبية، فتحت الباب لمدة 30 يوما من أجل ردم الخلافات إن كانت هناك إمكانية لردمها. ولو لم يتمّ التغلب عليها، فسينقل الملف إلى مجلس الأمن الدولي مما سيفتح الباب أمام العودة للعقوبات التي رفعت بعد توقيع الصفقة. وسيرحب ترامب، على أكبر احتمال بمنظور جر إيران إلى الأمم المتحدة، وعليه ألا يفرح، فقد تجد إيران نفسها في القمة بدون سلم للنزول عليه وستفعل ما تريد، فلو استأنفت أجزاء من برنامجها النووي أو أوقفت برامج التفتيش فعندها ستسير باتجاه القنبلة النووية.
ومن المفارقة، أن هذا الوضع هو الذي قاد قبل خمسة أعوام للإتفاقية النووية. وقال ريتشارد غولدبيرغ، المستشار السابق لترامب إن “الرئيس لن يغفر لبريطانيا المعزولة لو اتخذت موقفا من إيران على خلاف موقفه”. وهذا يعني ألا اتفاقية تجارية تحتاجها بريطانيا بعد الخروج من الإتحاد الأوروبي. وحاول رئيس الوزراء بوريس جونسون، التملّق من خلال الترويج لما أسماها “صفقة ترامب” مع إيران.
وهناك منطق لهذه الصفقة، مع أنها ستكافئ الداعي للحرب. فقد أعلن الرئيس، عن رغبته بجلب الجنود من الشرق الأوسط، وهو ما تريده إيران حتى لو كان الثمن هو دفع إيران التخلي عن طموحاتها النووية مقابل رفع العقوبات.
ولكي نصل إلى هذه المرحلة، يجب قصقصة أجنحة الصقور الداعين للحرب في أمريكا، مع أن الصحيفة تقلّل في الوقت الحالي من إمكانية المفاوضات، ونحن أمام خيار سيء، ففي حالة عدم انقاذ الإتفاقية النووية واستئناف إيران سيرها نحو القنبلة فسيكون الخيار هو ضربها ومنعها من الحصول عليها، وعندها ستكون عقارب الساعة النووية قد قاربت منتصف الليل.