من بينها إغلاق مضيق هرمز: 4 خيارات تدرسها إيران للرد على اغتيال سليماني
طهران ــ الرأي الجديد (وكالات)
وصل التوتر بين إيران والولايات المتحدة لأول مرة إلى أعلى مستوى له منذ سيطرة طلاب إيرانيين على السفارة الأميركية في طهران واحتجاز موظفيها رهائن عام 1979.
وهدد حكام إيران، من علماء الدين وقادة عسكريين، بالثأر بعد الضربة الجوية الأميركية على مطار بغداد أمس الجمعة، التي أدت إلى مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني والعقل المدبر لتنامي نفوذها العسكري في الشرق الأوسط. وبالفعل تحدثت قيادات إيرانية أنهم حددوا طريقة ردهم على اغتيال سليماني دون أن يكشفوا عنها.
وفيما يلي أربعة خيارات يمكن لإيران أن تستخدمها في الرد على أميركا:
القوة العسكرية
سبق أن استخدم الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي والرئيس الأميركي دونالد ترامب لغة التهديد والوعيد خلال عدة أزمات، لكن لم يبد أي منهما اهتماما بالحرب الشاملة، لكن لا يمكن استبعاد حدوث مواجهة عسكرية هذه المرة.
ويواجه الرئيس الإيراني معضلة، وذلك أنه إذا دعا إلى ضبط النفس قد يبدو ضعيفا في الداخل وبين الوكلاء الذين وسّعوا نطاق النفوذ الإيراني، ولهذا السبب فقد تلجأ إيران لخيار الانتقام على نطاق أصغر.
وفي هذا الصدد، يقول كريم سجادبور الباحث البارز في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي على تويتر “الاستجابة الضعيفة تخاطر بفقدان ماء الوجه، والاستجابة المفرطة في القوة تخاطر بفقدان رأسه، خامنئي هو الخصم الدولي الأكثر أهمية بالنسبة لترامب في عام 2020”.
ووفقا لتقرير أصدرته وكالة المخابرات الدفاعية الأميركية في ديسمبر، فإن القوة العسكرية الإيرانية تعتمد على ثلاث قدرات أساسية هي برنامج الصواريخ الباليستية والقوات البحرية، التي يمكن أن تهدد الملاحة في الخليج الغني بالنفط، ووكلاء الفصائل التابعة لها في بلدان مثل سوريا والعراق ولبنان.
فيما تقول إيران إنها تمتلك صواريخ دقيقة التوجيه وصواريخ كروز وطائرات مسيرة مسلحة قادرة على ضرب القواعد العسكرية الأميركية في الخليج، والوصول إلى إسرائيل العدو اللدود لطهران وحليف الولايات المتحدة.
إغلاق مضيق هرمز
قد تؤدي المواجهة العسكرية أو التوتر المتزايد إلى وقف تدفق النفط عبر مضيق هرمز، الذي يمر عبره خُمس إنتاج النفط العالمي. ويمكن لمثل هذا الانقطاع ولو لفترة قصيرة، أن يؤثر على الولايات المتحدة والعديد من البلدان في جميع أنحاء العالم.
ولا تستطيع إيران من الناحية القانونية إغلاق الممر المائي من جانب واحد، لأن جزءا منه في المياه الإقليمية لسلطنة عمان.
ومع ذلك، تمر السفن عبر المياه الإيرانية، التي تقع تحت مسؤولية بحرية الحرس الثوري.
ويمكن لطهران استخدام صواريخها وطائراتها المسيرة والألغام وزوارقها السريعة ومنصات إطلاق الصواريخ في منطقة الخليج لمواجهة الولايات المتحدة وحلفائها.
وقال مسؤولون أميركيون إن إغلاق المضيق سيتجاوز “خطا أحمر” وإن أميركا ستتخذ إجراءات لإعادة فتحه.
الرد عبر الوكلاء
قد تعرض عملية اغتيال سليماني القوات الأميركية المتمركزة في الشرق الأوسط للخطر، حيث إن إيران تعتمد بشكل أساسي على وكلائها الإقليميين لمواجهة الأسلحة الأميركية الأكثر تطورا.
ونقلت إيران طائراتها المسيرة وخبرتها الفنية إلى الوكلاء، فاستخدم الحوثيون اليمنيون صواريخ وطائرات إيرانية الصنع لقصف مطارات في السعودية، خصم إيران الرئيسي في المنطقة.
واتهمت الولايات المتحدة والسعودية، إيران بتنفيذ هجمات على ناقلات نفط بالقرب من المضيق العام الماضي، كما حمّلتا طهران المسؤولية عن الهجمات على منشأتي نفط في المملكة في سبتمبر، إلا أن طهران نفت هذه الاتهامات.
واستخدمت الفصائل المدعومة من إيران في العراق قذائف الهاون والصواريخ لمهاجمة القواعد التي تتمركز فيها القوات الأميركية.
الدبلوماسية لا المواجهة
في الماضي، أبقى قادة إيران الباب مفتوحا أمام الدبلوماسية لتحقيق أهدافهم، ولا سيما عندما يتعرض اقتصادهم لضغوط شديدة بسبب العقوبات الأميركية.
وفي مؤشر على أن الباب مفتوح للدبلوماسية، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بعد مقتل سليماني، إن واشنطن ملتزمة بخفض التوتر في المنطقة.
وقال سجادبور “في الوقت الذي يتوقع فيه كثيرون حربا عالمية ثالثة، فإن العقود الأربعة الأخيرة من تاريخ إيران تبرز أن الشيء الأهم بالنسبة للجمهورية الإسلامية هو بقاؤها”.
وأضاف أن “طهران لا تتحمل حربا شاملة مع الولايات المتحدة في الوقت الذي ترزح فيه تحت وطأة عقوبات اقتصادية مرهقة واضطرابات داخلية، ولا سيما من دون سليماني”.
المصدر : (رويترز)