أبو يعرب المرزوقي: قيس سعيّد “صناعة شيعيّة” وخطر على الأمن القومي
تونس ــ الرأي الجديد (متابعات)
علق الفيلسوف والنائب المؤسس، أبو يعرب المرزوقي، بأسلوب حاد على الظهور الإعلامي لعضو حملة قيس سعيد الرئاسية، رضا شهاب المكي، المعروف باسم “رضا لينين” يوم الاثنين ببرنامج “للتاريح ” على قناة “التاسعة”، موجها له توصيفات سلبية من ذلك “رضا المزيف”.
واعتبر أبو يعرب المرزوقي، أن رضا المكي ورئيس الجمهورية قيس سعيد، يمثلان خطرا على أمن تونس وعلى تجربتها الديمقراطية.
وعاد المرزوقي في نص طويل نشره على صفحته الرسمية بموقع “فيسبوك” إلى ما بات يسمى بـ”ظاهرة قيس سعيد ” وكيفية بلوغه السلطة، واصفا إياه بـ”دون كيشوت” القانون الدستوري و بـ”دمية”، مشيرا الى أن نجاح سعيد في الانتخابات كان نتيجة” اختراق شيعي”.
واعتبر المرزوقي أن مضامين تصريحات رضا لينين في برنامج يوم أمس “ضحل يشبه ضحالة” سعيد”، كاتبا في هذا الصدد أن برهان بسيس مقدم البرنامج أجبر رضا لينين ”على إخراج مبتذلات لا يصدق عاقل أن من يدعي قيادة ثورة عالمية يمكن أن يكون بمثل هذه الضحالة التي تتوافق على ضحالة الدمية الأولى التي هي دونكيشوت القانون الدستوري”.
وحذر أبو يعرف المرزوقي من خطورة سعيد ولينين معتبرا ان ظاهرة سعيد تمثل ” السهم الحاملة الأساسية للاختراق الإيراني في تونس”.
وكتب في هذا السياق” يتصور الكثير أن دونكيشوت ولينين الزائف يعملان على تجنيد الشباب الغاضب بسبب ما يعانيه من البطالة وخيبة نتائج الثورة. فينسى أن التجنيد يمر بهؤلاء الشيوخ الذين كانوا يستعملونه لتأبيد سلطانهم في الجامعة وفي الساحات التي تمجدهم وتخدم سمعتهم التنويرية الكاذبة. فهم الآن يبحثون لأنفسهم عن بديل بعد أن فقدوا أو شعروا بأنهم قد يفقدون اقطاعياتهم باسم الجامعة التي هي أكثر فاشية وفساد من كل المؤسسات الرسمية في تونس وأكثر عقما منها جميعا في انتاج ما أعدت لأجله سواء في تكوين الكفاءات أو في إبداع الحلول لمشاكل الوطن الاقتصادية والثقافية والسياسية. والمهم أن كلام لينين البارحة يثبت أن كل ما قاموا به خلال الحملة وقبلها كان ضمن خطة للباطنية فيها الدور الأساس.
وطبعا هي لا تؤمن بالديموقراطية لا غير مباشرة ولا مباشرة لكنها تؤمن بشعار الأخيرة لما له من وجه شبه مع الحاجة إلى المليشيات التي تشبه الحشد الشعبي. ذلك أنه من دونها لا يمكن أن تحقق الانقلاب. فالانقلاب المفضل لديها هو الوصول إلى الحكم بعد القضاء على أجهزة الدولة وخاصة اجهزة حمايتها إما باختراقها أو عند التعذر بالبديل الذي هو انقلاب الشارع.
وقد استفادت من غباء النخب السياسية العربية وغباء الرؤساء الأميركان الخمسة الأخيرين فاستعملت أموال الأولين وقوة الثانين لاحتلال العراق وسوريا ولبنان. وقد استفادت من غباء “المثقفين” العرب لأن إيران تعلم أنهم لا يميزون بين الاقوال والأفعال: تعادي إسرائيل وأمريكا بالاقوال وتحتل أرض العرب وشعوبهم بالافعال تبشيرا واختراقا حتى صارت تعلن صراحة أنها استردت امبراطوريتها باحتلال أربع عواصم عربية.
وكان المتوقع أن تكون الخامسة تونس لتكون لبنان الثانية موطئ قدم نحو نفس الشيء في المغرب الكبير مثل المشرق الكبير.” سبابة الصيني وغفلة المحللين أو تغافلهم لينين المزيف لم يتكلم ليلة أمس فحسب ودونكيشوت القانون الدستوري لم يسكت كما قد يظن كلاهما تكلم وتكلم بوضوح لا لبس فيه لكن النخب التونسية تؤمن بـ”دعها حتى تقع”ولا تنظر لما تشير إليه السبابة بل تركز بصرها على السبابة فما دونكيشوت وما لينين المزيف إلا سنام جبل الثلج. وقد حاولت جاهدا الغوص لبيان ما يخفيه التظاهر بالطهرية والتظاهر بالعناية بالشباب وأحلامه والتركيز على فشل الديموقراطية التمثيلية لكأن المباشر منها الذي جرب نجح فجعل الناس يهاجرون إليها بدل الفرار منها. طبعا فالكثير حتى ممن كنت أظنهم أصدقاء يعرفوني كما كنت أتوهم معرفتهم بدأوا يقفون مني موقفا عدوانيا لأني ألححت على خطورة الظاهرة على أمن تونس وعلى التجربة الديموقرطية فيها.
وواصلت بانتظام النظر في ما وراء ظاهرة دونكيشوت القانوني ورديفه الشيوعي، بوصفهما عندي دميتين لأمر أخطر مما يخطر على بال من يتصور تونس في منعة. وقد بينت أن النجاح غير الطبيعي في الانتخابات لا يمكن تفسيره بالمعجزة ولا بالسحر ولا حتى بهروب الناخبين من القروي فذلك كان يكفي فيه نجاحا ولو بنسة 55 في المائة وليس بنسبة 72 ونصف في المائة.
ولا معنى لقياس ما جرى بنجاح شيراك في فرنسا ضد لوبان. فلا القروي لوبان ولا خاصة دونكيشوت شيراك. شتان بين الثرى والثريا في الحالتين. فهذان لم يكونا طارئين على السياسة. ولا فرنسا كانت حديثة العهد بالديمقراطية أو يخاف على الانتقال الديموقراطي فيها لأنه حاصل. نجاح شيراك بتلك الصورة كان تعبيرا عن موقف مؤقت من قواها السياسية ومن الشعب. ولم يكن وراءه مؤامرة اختراق من جنس ما حدث في نجاح ترومب في الولايات المتحدة: نكرة يصبح رئيسا لدولة بعد التقاعد والماضي الخالي من كل علاقة بمقاومة الاستبداد والدفاع عن الحقوق والمظلومين.
وقد يكون ترومب أقل مدعاة للتعجب لأنه على الاقل نجح في عمل ما بخلاف دونكيشوت: نكرة مطلق وفاشل مطلق في مجاله على الاقل. فلا يوجد في العالم مدرس جامعي في أي اختصاص ينهي حياته الجامعية دون أن ينشر حرفا في مجاله حتى في جريدة فضلا عن المجلات المحكمة. فكان لا بد من وصل الحدث غير الطبيعي (أن ينجح إنسان بهذه النسبة دون سابق وجود بارز في أي شيء مما يدعو الناس إلى الإقبال عليه)وصله بما يمكن أن يضفي عليه معنى قابلا للفهم وتطبيقه بما يجري من اختراق شيعي لا يمكن أن ينكر وجوده متابع للساحة الثقافية والسياسية في تونس وفي جل بلاد العرب. ومن حدث يناظره هو نجاح ترومب الذي لم يكن متوقعا وعلاقة ذلك بمافية بوتين التي هي نفسها من يساعد الاختراق الشيعي في المشرق ليس بطريقة الاختراق فحسب بل بالحديد والنار”.