افتتحه أردوغان: مسجد “كامبريدج” يتنافس على زيارته 2000 شخصا من غير المسلمين (فيديو)
مسجد "صديق البيئة" في أوروبا ...
اسطنبول ــ الرأي الجديد (وكالات)
افتتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الخميس، مسجد “كامبريدج”، في إنجلترا.
ويتميّز مسجد “كامبريدج”، بكونه أوّل مسجد صديق للبيئة في أوروبا.
وقد بدأت عملية إنشاء المسجد فعلياً عام 2008، عندما تقدّم الطلاب المسلمون بالمدينة بطلب إلى تيموثي وينتر، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة كامبريدج من أجل بناء مسجد، بعد أن أصبحت المساجد الأربعة بالمدينة، والتي كانت عبارة عن كنائس أو منازل، لا تستوعب أعداد المصلين.
وهكذا تمّ شراء الأرض اللازمة للمسجد، بمبادرة من “وينتر” الذي أصبح اسمه عبد الحكيم مراد عقب اعتناقه الإسلام وهو في سنّ السابعة عشرة.
وشارك في التبرّعات لدعم المشروع، حوالي 10 آلاف شخص ومؤسسة بينها صندوق قطر الوطني، إلاّ أن القسم الأكبر من الدعم جاء من المؤسسات التركية.
وشارك في المشروع المغني البريطاني الشهير، يوسف إسلام.
وتمت مراعاة مفهوم العمارة والفن الإسلاميين وعكس نمط حياة النبي-صلى الله عليه وسلم-، كما راعى الحفاظ على البيئة.
ونًظمت مسابقة تراعي تلك المعايير وتم اختيار تصميم المسجد، حيث يتكوّن من حديقة ومدخل ذو أعمدة وباحة المسجد ومكان للوضوء ومكان لتغسيل الموتى.
* يتسع لألف شخص
انتهى القسم الأكبر من أعمال بناء المسجد في أفريل/ نيسان 2019 ويتّسع لألف شخص، وفي الوقت نفسه جرى مراعاة العادات الإسلامية أثناء تصميم حديقته، كما اهتُم بأن يكون المسجد صديقاً للبيئة.
واستخدم في بناء المسجد مستلزمات طبيعية مثل الأخشاب والرخام كما يتميز بخاصية “صفر بصمة كربونية”.
* تخزين مياه الأمطار
وقد تحدّث إمام المسجد، علي هوس، في تصريح لوكالة “الأناضول”، عن أهمّ الخصائص التي يتميّز بها.
وبيّن الإمام، أنه تمّ تصميم نظام يتيح تخزين الأمطار التي تهطل على المسجد ثم نقلها من سطح إلى الحديقة لريّ الشتلات والأشجار المزروعة بها، واستخدامها أيضاً في حمامات المسجد لتحقيق الاستفادة القصوى من مياه الأمطار التي تهبط بغزارة في إنجلترا.
* كهرباء من الطاقة الشمسية
وأضافعلي هوس، أنه تمّ تركيب لوحات طاقة شمسية فوق سطح المسجد لتوليد الكهرباء، مشيراً إلى أن 30 بالمائة من احتياج المسجد من الكهرباء يتمّ توليدها من هذه اللوحات، وتصل هذه النسبة إلى 40 بالمائة في فصل الصيف ممّا يساهم في تقليل نفقات المسجد على الكهرباء.
* تخزين الهواء الساخن
وأشار إمام المسجد، إلى أن وجود مضخات حرارية فوق سطح المسجد، تقوم بنقل الهواء الساخن إلى خزانات كبيرة تستخدم في تسخين المياه، ثمّ تستخدم هذه المياه في الوضوء وتسخين أرضية المسجد عبر تمريرها من أنابيب أسفل السجاد المفروش في الأرضية.
* تنقية الهواء
كما يوجد بالمسجد، مستشعرات تعمل في حال نقص كمية الأوكسجين أو ارتفاع درجة الحرارة داخل المسجد، وتقوم بسحب الهواء الساخن المخزّن ثم يُضخّ في شكل هواء نظيف من خلال فتحات موجودة بجدران المسجد.
وأشار علي هوس، إمام المسجد، إلى عدم وجود نوافذ بجدران المسجد، قائلاً: “إن أحد أسباب ذلك هو الرغبة في عدم تشتيت انتباه المصلين، إضافة إلى وجود فتحات في قبّة بسقف المسجد تتيح دخول ضوء الشمس مباشرة.
وأوضح هوس، أن هناك اهتماماً كبيراً بالمسجد، وأن بعض الناس يأتون من مدن أخرى فقط لرؤية المسجد والصلاة به، علاوة على اهتمام غير المسلمين برؤيته، مبرزا أن قائمة الانتظار للراغبين في الزيارة قد وصلت إلى ألفي شخص أغلبهم من غير المسلمين، الراغبين في التعرّف على مميزات المسجد.
وأضافا الإمام، أنهم يتعرّفون في الوقت نفسه على الإسلام ويتلقّون معلومات عن الإسلام، متابعا: “هذا المشروع يمكن أن يساهم ويشارك به الجميع باسم الحق والخير.
وأشار علي هوس، إلى مساهمة أسماء بارزة في المشروع مثل المغني البريطاني يوسف إسلام، والشيخ عبد الحكيم مراد، والدكتور سليم أرغون من رئاسة الشؤون الدينية، ومتحدّث الرئاسة التركية إبراهيم قالن.
وقد تمّ تعيين إمامين للمسجد أحدهما تركي والآخر من البوسنة والهرسك.
وأكد هوس، أن المسجد لا يخدم مواطني دولة معينة بل كل المسلمين من أنحاء العالم كافة فهو مسجد للأمة.