“الحرس الثوري” الإيراني عن الاحتجاجات: أحبطنا “مؤامرة كبيرة” في 48 ساعة
طهران ــ الرأي الجديد (وكالات)
فيما يسود الهدوء في المحافظات والمدن الإيرانية المحتجة على رفع أسعار البنزين بعد أيام من أوسع احتجاجات شهدتها البلاد، شملت، باعتراف السلطات، أكثر من 100 مدينة في 28 محافظة من أصل 31، ما زالت التصريحات السياسية والعسكرية تتوالى بشأنها، تركز بمجملها على أن ما حدث من تطورات كان “مؤامرة”، موجهة أصابع الاتهام إلى المعارضة الإيرانية في الخارج وجهات إقليمية ودولية، مع إلقاء مسؤولية قتل المحتجين على “أشرار ومثيري شغب”.
واعتبر نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني، علي فدوي، أن بلاده واجهت “مؤامرة كبيرة للغاية” خلال الأيام الماضية، لكنه أكد في الوقت نفسه أنه “تم إخمادها خلال 48 ساعة”.
وأضاف فدوي، أن “العالم لم يكن يتصور أن يتم إحباط هذه المؤامرة في هذه المدة القصيرة”، متهما الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومسؤولين أميركيين آخرين بالضلوع فيها.
وقال المسؤول العسكري الإيراني إن الاحتجاجات “كانت شعبية في اللحظات الأولى”، إلا أنه أضاف أنها تحولت إلى “أعمال شغب بعد تدخل عدد من الأشرار”، متهما إياهم بـ”إطلاق النار على المحتجين من مسافة متر أو نصف متر بمسدسات خفيفة، وقتلوا عددا من الناس”.
وتابع أن “قيادة الحرس كانت تتابع الأوضاع بشكل مباشر في كافة أنحاء البلاد، ولدينا تسجيلات مصورة عن أعمال مثيري الشغب”، متهما جهات خارجية، منها دول جارة، بالتورط فيها، ليتوعدها بـ”رد حازم”.
وهدّد المسؤول الإيراني أطرافا إقليمية “جارة” باستخدام ما وصفه بـ”قدرات إيران المتفوقة في المنطقة” ردا على ما اعتبره “تدخلاتها في شؤونها”، داعيا هذه الأطراف إلى “التوبة والكف عن التدخل في الشؤون الإيرانية”، بحسب قوله.
وفي الوقت نفسه، قال فدوي إن “أميركا وبريطانيا وفرنسا لن تتخلى عن تدخلاتها الخبيثة”، مضيفا أن بلاده “ستفشلها على غرار ما حدث طيلة أربعين عاما مضت”.
وتأتي تصريحات فدوي في وقت يتواصل التحشيد والتحضير لتسيير “مسيرات ضخمة” اليوم الاثنين في العاصمة الإيرانية طهران، من المقرر أن يلقي فيها القائد العام للحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، كلمة.
وهددت السلطات الإيرانية دولا في المنطقة، لم تسمها، بأنها “لن تشهد أياما سعيدة” في حال ثبوت تدخلها في الأحداث الأخيرة التي شهدتها إيران، على خلفية الاحتجاجات على رفع أسعار البنزين، في حين عبرت عن “قلقها الجاد” من برنامج الإمارات النووي، معتبرة أنه “مستورد”.
وفي السياق، اتهم رئيس قسم التوجيه العقائدي والسياسي في الشرطة الإيرانية، علي رضا أدياني، في وقت سابق، الرياض بدعم “احتجاجات الوقود”، التي تشهدها البلاد منذ أيام.
وقال أدياني، إن “استجواب الموقوفين على خلفية الاحتجاجات أظهر أن بعضهم على ارتباط بالسعودية، ومنظمة مجاهدي خلق، وأنصار الشاه”، حسبما نقلت وكالة “تسنيم” المحلية.
وأردف: “182 من المخربين (الموقوفين) كانوا يعملون بتوجيهات من الأعداء”.
ووصف رئيس قسم التوجيه العقائدي والسياسي في الشرطة الإيرانية، المصادمات بين الشرطة والمحتجين بـ”الحرب الأمنية”، مستطرداً: “هدف الأعداء هو تحويل إيران إلى سورية والعراق”.
وكان النائب الأول للرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري قد اتهم، في تصريحات، “دولا جارة”، منها دول مطلة على بحر قزوين، بالتورط في الأحداث الأخيرة التي شهدتها بلاده، متوعدا إياها بـ”رد صارم” وقلب أيامها، بحيث “لن تشهد أياما سعيدة إذا ما ثبت تدخلها في الاضطرابات”.
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد أكد، الأربعاء الماضي، أن بلاده شهدت “أحداث شغب منظمة ومبرمجة ومسلحة”، متهما ما سماه بـ”الدول الرجعية” في المنطقة والصهيونية والولايات المتحدة الأميركية بالضلوع فيها “وفق مشروع مخطط له”.
وفيما يتواصل في أنحاء إيران الكشف عن عمليات اعتقال لمن يوصفون بأنهم “قادة أعمال الشغب”، باتت خدمة الإنترنت تعود إلى البلاد بشكل تدريجي.
وبعد إعلانها، يوم السبت، بدء إعادة الإنترنت المنزلي في عدة محافظات، تشير التقارير الإعلامية إلى عودة الإنترنت الجوال أمس الأحد.
وقدم وزير الاتصالات الإيراني محمد جواد آذري جهرمي، اعتذاره للإيرانيين بسبب قطع الإنترنت خلال الأيام الماضية، مشيرا إلى أن الخطوة تسببت بـ”مشاكل كثيرة” لهم، لكنه اعتبر أنها كانت بغرض “إعادة الهدوء إلى المجتمع”.
وخلفت الاحتجاجات قتلى وجرحى من المتظاهرين وقوات الأمن الإيرانية، من دون وجود أرقام رسمية عن عدد الضحايا.
وتشير تقارير رسمية إلى مقتل 5 من قوات الشرطة والباسيج.
وفيما لم تؤكد طهران إلا مقتل 5 من المتظاهرين، إلا أن مؤسسات دولية، مثل منظمة العفو الدولية، تتحدث عن مقتل أكثر من 100 محتج، مع أنباء عن اعتقال الآلاف، وسط نفي إيراني رسمي لهذه التقارير.