محللون أتراك: كيف قلب أردوغان طاولة الغضب الأميركي مع ترامب ؟
واشنطن ــ الرأي الجديد (مواقع إلكترونية)
ذكر محللون أتراك، أن المسائل الشائكة بين واشنطن وأنقره، عميقة للغاية، ولا يمكن تجاوزها بسهولة، لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يسعى لتجاوزها عبر تقوية أواصر علاقته الشخصية مع نظيره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
علاقات حميمية
وتناول كاتب تركي، طبيعة العلاقات الحميمية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، لافتا إلى أن الأخير يحاول إبقاء الحفاظ على العلاقة بين البلدية على الرغم من المشاكل الكبيرة جدا بينهما.
وأضاف الكاتب التركي سيدات أرجين، في مقال على صحيفة “حرييت، أنه من الممكن أن يتوصل أي شخص ليس لديه دراية عن حقيقة العلاقات التركية الأمريكية إلى قناعة بأن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، جرت بين بلدين لديهما علاقة مثالية وقوية، بعد أن يشاهد فيديو صامت للمؤتمر الصحفي المشترك بين زعيمي البلدين، ومعاينة لغة الجسد بينهما.
وتابع الكاتب، بأنه عندما يلحظ طبيعة القضايا المطروحة على طاولة الاجتماعات بين الرئيسين، يعلم جيدا أن العلاقات بينهما مغطاة بالعديد من المشاكل المعقدة والتي من الصعب حلها.
وأشار إلى أنه على الرغم من المشاكل الخطيرة بين البلدين، إلا أن العلاقة الشخصية بين الزعيمين يملؤها دفء بالعلاقة لا يمكن تجاهلها، وخاصة في مخاطبتهما لبعضهما بـ”صديقي الحميم”، وإبداء الإعجاب لبعضهما.
باب الحوار
ولفت إلى أن كلا الزعيمين، يسعيان لإبقاء الحوار المفتوح بينهما عن كثب، وليظهروا للمجتمع الدولي وأوساط المال العالمية والرأي العام الداخلي والخارجي بأن العلاقات بين البلدين مستمرة رغم الاضطرابات، وهذا الهدف قد تحقق بشكل كبير.
وأضاف أن الرئيس التركي، يضع في أولوياته الحفاظ على العلاقة مع الولايات المتحدة لمنع تدهور العلاقة بين البلدين من خلال تقوية الروابط مع الرئيس الأمريكي.
وشدد على أنه على الرغم من هذا التقارب بن الرئيسين، فعندما يتم وضعها جانبا، ترى بأن الوضع القائم بين البلدين صعب للغاية، وأصبحت قضية الأزمة المتعلقة باقتناء تركيا منظومة الدفاع الروسية “أس400″، هي مفتاح مستقبل العلاقة بين واشنطن وأنقرة.
وبين أن الآلية التي اتفق عليها الجانبين، لدراسة مشكلة “أس400″، وفرت الوقت حتى الربيع المقبل، وهو موعد تفعيل تلك المنظومة، وإن لم يتوصل الطرفان إلى حل فإن الولايات المتحدة ستضطر لفرض عقوبات “كاتسا” على تركيا.
وحول العلاقات بين الولايات المتحدة والوحدات الكردية المسلحة، لفت الكاتب إلى أن زيارة أردوغان أظهرت تمسك واشنطن بالوحدات الكردية، وأنها لن تبدي أي تراجع في تحالفها العسكري معها شمال سوريا، وهي قضية تعد عقدة بحلق العلاقات التركية الأمريكية.
تباينات أمريكية
وأشار الكاتب، إلى أن اللقاء الذي جمع الرئيس أردوغان، بأعضاء من المجلس الشيوخ الأمريكي، أظهر أن في الوسط الأمريكي وجود تباين سياسي بين الكونغرس والإدارة الأمريكية تجاه تركيا، حيث هناك حقيقة أن الكونغرس يتصرف بمفرده على المسرح رغم الروابط الحارة بين أردوغان وترامب.
وعليه فإن أحد المسائل الأكثر أهمية في المرحلة المقبلة بالنسبة لأردوغان بالفترة المقبلة هي مسألة كيفية الانتهاء من مشروع العقوبات المتعلق بسوريا بسبب عملية نبع السلام، وإقرار المشروع قد يؤدي إلى وقوع زلزال في العلاقة بين البلدين.
وختم الكاتب حديثه، بأنه “علينا الانتظار للنظر فيما حققته زيارة أردوغان، وفيما سيمارس ترامب ضغوطا على مجلس الشيوخ الأمريكي من خلال نفوذه على منع مشروع القرار ضد سوريا”.
بدوره قال الكاتب التركي، فهيم تاشتيكين، في مقال له على صحيفة “دوار”، إن الرئيس أردوغان في لقائه مع ترامب، أخرج من جعبته جميع الملاحظات التركية على السياسة الأمريكية في العلاقة بينهما، والتي مازالت عائقة أمام الدبلوماسية بين البلدين.
وضع الدواليب
وأشار إلى أن أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي أرادوا وضع الدواليب أمام زيارة أردوغان إلى واشنطن بدعوة من ترامب، في قضية مشروع العقوبات.
وأوضح أن زيارة أردوغان شكلت مناورة، أمام طرح العقوبات في الكونغرس الأمريكي ضد تركيا على جدول الأعمال في المرحلة الحالية.
معضلة “أس400”
وأشار إلى أن شروط إلغاء مشروع قرار عقوبات “كاتسا”، والعودة إلى مشروع “أف35″، المتمثلة بعدم تغيل منظومة “أس400″، وعدم شراء المنظومة الروسية مرة أخرى قائمة بين الولايات المتحدة وتركيا، موضحا أن نتائج القمة حققت المزيد من الوقت لكافة الأطراف.
وأضاف أنه جرى إحالة قضية “أس400” إلى اللجنة، ولكن سيعاد طرحها من جديد في قمة الناتو في كانون الأول/ ديسمبر المقبل، كما أنه لا يمكن إجراء تقدم في موضوعي “أف35″، و”الباتريوت”، دون حل إشكالية “أس400″، ناهيك عن عدم وجود أي حراك بما يخص قضيتي “بنك خلق”، و”غولن”.
“الشرطي الجيد” و”الشرطيين السيئين”
ولفت إلى أن “الشرطي الجيد” ترامب، دعا “الشرطيين السيئين” إلى البيت الأبيض، والواضح بأنه أراد التخلص من الصفعات التي تلقاها من الكونغرس بسبب الملف التركي، ولكن تحذير السيناتور الديمقراطي في لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس، كريس ميرفي، من أن العقوبات غير الملائمة قد تقوي أردوغان، يعكس نهج النظام القائم الذي لا يريد خسارة تركيا، ولكن مدة صلاحية هذا التحذير مرتبط بالتنازلات التي ستقدم منها.