باكستان: مظاهرات واسعة للمطالبة باستقالة الحكومة
إسلام آباد ــ الرأي الجديد (متابعات)
تجمعت حشود من المتظاهرين في العاصمة الباكستانية إسلام آباد، بدعوة من جمعية علماء الإسلام للمطالبة باستقالة رئيس الوزراء عمران خان التي تواجه حكومته صعوبة تحسين الأوضاع الاقتصادية.
وتجمع عشرات الآلاف من المتظاهرين في العاصمة، اليوم الجمعة 1 نوفمبر، في إطار ما أطلق عليه “المسيرة من أجل الحرية”.
وفي مواجهة زحف المعارضين، أعلن رئيس الوزراء في تصريحات له اليوم الجمعة بمدينة غلغيت (شمالي البلاد) أن المظاهرات لا تخيفه.
وقال عمران خان، إن المتظاهرين تدفقوا على العاصمة للمطالبة بالمحاسبة، مؤكدا تصميمه على مكافحة الفساد.
وانطلقت مسيرة الأحزاب الإسلامية المعارضة يوم الأحد الماضي، من كراتشي عاصمة إقليم السند (جنوب) بقيادة زعيم جمعية علماء الإسلام مولانا فضل الرحمن، والجمعية ضمن تحالف يضم سبعة أحزاب لديها 16 مقعدا من مجموع 342 مقعدا بمجلس النواب. علما بأن حركة إنصاف التي يقودها عمران خان لديها 155 مقعدا.
وخلال الليلة الماضية دخل فضل الرحمن وأنصاره، العاصمة على متن مئات الحافلات والسيارات، وقد تجمعوا في منطقة خصصتها لهم الحكومة.
وتتهم جمعية علماء الإسلام رئيس الوزراء، الذي تولى منصبه صيف 2018، بتنفيذ أجندات خارجية لا تخدم مصلحة باكستان، كما تقول إن الانتخابات التي أوصلته إلى السلطة مزورة، داعية إلى انتخابات جديدة حرة.
تأهب أمني
ونشرت الحكومة 17 ألفا من قوات الأمن والقوات شبه العسكرية، وأغلقت بالحاويات والحواجز الطرق المؤدية إلى المنطقة الإدارية والدبلوماسية بقلب المدينة، في حين بقيت المدارس مغلقة لليوم الثاني.
وكان مسؤولون بالحكومة التقوا منظمي المظاهرات وحاولوا ثنيهم عن دخول العاصمة، ولكنهم لم ينجحوا في ذلك.
وتدفق المتظاهرون القادمون من عدة مناطق، وأثناء دخولهم العاصمة، رددوا شعارات تطالب بالتغيير.
نصيحة الجيش
وقال زعيم جمعية علماء الإسلام، وهي أحد أكبر الأحزاب الإسلامية في البلاد، في تصريحات أدلى بها بمدينة لاهور، إن هذا الاحتجاج لن يتوقف ما لم تتحقق النتائج المرجوة بعد الوصول إلى إسلام آباد، في إشارة إلى استقالة رئيس الوزراء.
وأضاف مولانا فضل الرحمن أن البرلمان الحالي لم يتم انتخابه على أساس سليم، وتابع أنهم يريدون حله.
ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، فقد اتصل رئيس أركان الجيش الذي يتمتع بنفوذ كبير برئيس الوزراء لينصحه بتجنب العنف تجاه المتظاهرين.
وتقول المعارضة إن عمران خان مدعوم من الجيش، لكنه ينفي ذلك، كما أن الجيش ينفي أي صلة له بالسياسة.
وتعد مسيرة الحرية التي تقودها جمعية علماء الإسلام أول حركة احتجاجية واسعة ضد حكومة عمران خان منذ توليها السلطة قبل عام ونيف.
وحين فاز بانتخابات جويلية 2018، تعهد عمران خان بإنهاء الفساد ومساعدة أسر الطبقة المتوسطة وإعادة الاقتصاد إلى مساره.
لكن الاقتصاد واصل تعثره وزاد العجز المالي إلى حوالي 7 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي، كما زاد التضخم إلى 11 بالمائة، وهوت العملة المحلية (الروبية) بأكثر من 50 بالمائة مقابل الدولار منذ نهاية 2017.
المصدر : (الجزيرة + وكالات)