“الصدر” للسياسيين في العراق: استقيلوا قبل أن تقالوا…
بغداد ــ الرأي الجديد (مواقع + وكالات)
دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي والنخب السياسية إلى الاستقالة، أو إجراء الإصلاح لاحتواء أزمة المظاهرات المتصاعدة في العديد من محافظات البلاد، والتي أسفرت خلال يومين عن سقوط عشرات القتلى.
وتساءل الصدر – في بيان – مخاطبا رئيس الوزراء والأحزاب السياسية الحاكمة: “إذا لم تكن المظاهرات أو الاعتصامات أو الإضرابات في رأي البعض حلاً، فهل التمسك بالسلطة حل”؟
وأضاف “الصدر” مخاطبا السلطات الحاكمة “إذا أردتم من الشعب ألا يقتل ولا يحرق، فيا أيها الفاسدون كفوا أيديكم عنهم وكفاكم قمعا وظلما وتفريقا”.
ودعا زعيم التيار الصدري رئيس الوزراء إلى الوقوف مع المتظاهرين وهم يطالبون بتحقيق الإصلاح، وحذر من “انزلاق العراق في آتون الفتنة والحرب الأهلية إذا لم تتم الاستجابة لمطالب المتظاهرين.
وأعلنت كتلة الصدر البرلمانية التي يتزعمها مقتدى أنها ستتحول إلى المعارضة.
وتشهد ساحة التحرير (وسط بغداد) مظاهرات لليوم الثاني على التوالي، قتل خلالها أكثر من ستين شخصا.
اعتصام مفتوح
وقرر المحتجون بدء اعتصام مفتوح في ساحة التحرير حتى تلبية مطالبهم التي تركز على تحسين الواقع المعيشي ورحيل الطبقة السياسية.
وكان مجلس النواب فشل اليوم السبت في عقد جلسة لمناقشة مطالب المتظاهرين وقرارات مجلس الوزراء الخاصة بالإصلاحات.
من جهتها، قالت خلية المتابعة في مكتب رئيس الوزراء العراقي إن عدة لجان لتنسيقيات المظاهرات في المحافظات أعلنت تأجيل التظاهر وانسحبت منها بسبب انحراف مسار المظاهرات السلمية.
ونقلت وسائل إعلام عراقية -نقلا عن خلية المتابعة- أن تأجيل المظاهرات جاء لكشف من وصفتهم التنسيقيات بمندسين وانتهازيين نفذوا عمليات قتل وتصفية حسابات.
وكانت مفوضية حقوق الإنسان العراقية (رسمية تابعة للبرلمان) أعلنت السبت ارتفاع عدد القتلى في صفوف المتظاهرين في بغداد ومحافظات وسط وجنوبي البلاد -خلال يومين- إلى 63، فضلا عن إصابة 2592 آخرين من المتظاهرين وأفراد الأمن.
كما لفتت المفوضية إلى حرق وإلحاق الأضرار بـ83 مبنى حكوميا ومقرات حزبية في محافظات الديوانية وميسان وواسط وذي قار والبصرة والمثنى وبابل وكربلاء.
فصائل مسلحة
وفي الأثناء، توعد قادة فصائل مسلحة “بالثأر” عقب هجمات ليلة دامية طالت مقراتهم في جنوب البلاد، مما أثار مخاوف من تصاعد العنف في العراق، الذي يشهد موجة احتجاجات مطلبية.
ومساء الجمعة، أضرم محتجون النيران في جنوب العراق في عشرات المقرات التابعة لأحزاب سياسية ومسؤولين، خاصة الفصائل المسلحة المنضوية تحت لواء قوات الحشد الشعبي، مثل “عصائب أهل الحق” و”منظمة بدر”.
وأعربت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس ــ بلاسخارت عن قلقها “العميق إزاء محاولة كيانات مسلحة عرقلة استقرار العراق ووحدته والنيل من حق الناس في التجمع السلمي ومطالبهم المشروعة”.