التونسيون يشنون حملات نظافة غير مسبوقة.. ويشرعون في مقاطعة السلع
تونس ــ الرأي الجديد / سندس عطية
يواصل التونسيون لليوم السامس على التوالي، القيام بحملات متعددة ومتنوعة، لتنظيف شوارع العاصمة التونسية وأحياءها الشعبية المتاخمة لها، بشكل تلقائي، وبمشاركة واسعة من الشباب والفتيات والنساء والشيوخ والأطفال.
وانطلقت هذه الحملات منذ أكثر من 5 أيام، بدهن وطلاء أرصفة العاصمة، وواجهات البيوت القديمة، وجمع الأوساخ والفضلات المتراكمة منذ سنوات عديدة في الشوارع والأنهج والأزقة، وعلى تخوم الشارع الكبير بالعاصمة، شارع الحبيب بورقيبة.
واتسعت هذه الحملات لتشمل تنظيف الأحياء، وكنس الأرصفة والشوارع العامة، بشكل حوّل العاصمة التونسية، إلى فضاء أنيق وجميل.
وتمت هذه الحملات بجهود وإمكانات ذاتية، وبمساهمة ربّات البيوت اللاتي خرجن للمشاركة في هذه العملية، بعفوية وتلقائية، وسط حضور ذكوري لافت من كبار السنّ ممن تتراوح أعمارهم بين 45 و60 عاما.
وأطلق على هذه الجهود، اسم “الحملة الوطنية للنظافة” في كافة أنحاء البلاد، بين القرى والمدن الكبرى والولايات المختلفة.
وابتكر الشباب الذي أطلق هذه الحملات، طرقا جديدة في النظافة، بعيدا عن أسلوب البلديات، التي شعر عمالها وموظفوها بالحرج، باعتبار أنهم تعاملوا مع الفضلات المتراكمة بنوع من اللامبالاة، ولم يسارعوا إلى إزالتها، رغم أنها تسببت في روائح كريهة، وأفسدت مناظر خلابة في مناطق سياحية عديدة.
وتأتي هذه الحملات، في سياق وعي شبابي واسع، تحت شعار “حالة وعي”، بغاية تغيير الأوضاع في البلاد.
وتستمدّ هذه الجموع الشبابية، هذا الوعي، من إحساسها باسترداد إرادتها المسلوبة منذ عشرات السنين، وشعورها بكينونتها، على إثر مساهمتها الفعالة في صعود الرئيس التونسي الجديد، قيس سعيّد إلى سدّة رئاسة الجمهورية.
ودأب الرئيس، سعيّد، على ترديد مقولة “أنتم من تصنعون التاريخ.. والعالم منبهر بما أنجزتموه”، وهو ما أعطى زخما كبيرا وشحنة عاطفية لهؤلاء الشباب، الذي أحسّ بقدرته على الفعل، فطفق يبادر من أجل المساهمة الفعالة في تغيير الكثير من السلوكيات الاجتماعية.
وكانت وسائل التواصل الاجتماعي، أطلقت قبل عدّة أسابيع، حملة لمقاومة الارتفاع في الأسعار، ومقاطعة بعض البضائع الهامة، على غرار “البطاطا” و”الموز”، و”الزقزقو”، التي يكثر استعمالها من قبل التونسيين بمناسبة الاحتفال بذكرى مولد النبي محمد، صلى الله عليه وسلّم.
وتسببت هذه الحملات، في إجبار التجار على التقليص في سعر البطاطا والموز و”الزقوقو”..
ومن المرجح، أن تستمر هذه الحملات بشكل أسبوعي، من أجل تحسين المدينة التونسية والولايات، أمام عجز البلديات والسلط الحكومية، طيلة السنوات الخمس الماضية.