لبنان: دعوات للتظاهر اليوم … والحريري يتّهم حكومته بتعطيل الإصلاحات
بيروت ــ الرأي الجديد (مواقع إلكترونية)
انسحب المتظاهرون من وسط العاصمة اللبنانية بعد اشتباكات مع شرطة مكافحة الشغب والجيش، أسفرت عن جرح وتوقيف عشرات الأشخاص.
وتوعّد ناشطون من الحراك المدني بالعودة اليوم اليوم السبت 19 أكتوبر، إلى الساحات؛ في المقابل أمهل رئيس الحكومة سعد الحريري مكونات حكومته 72 ساعة لتقديم حلول ترضي الرأي العام الغاضب.
ورفع المتظاهرون أمس الجمعة في اليوم الثاني من الاحتجاجات التي طالت مناطق مختلفة من البلاد، شعارات تطالب بإسقاط الحكومة ورحيل رموز الطبقة السياسية، وذلك احتجاجا على فرض الحكومة رسوما على الاتصالات عبر الإنترنت تراجعت عنها لاحقا الخميس الماضي.
وأوردت وكالة “الأناضول”، أن هدوءا حذرا يسود وسط بيروت بعد ساعات طويلة من الاحتجاجات التي تخللتها مناوشات مع قوات الأمن، وقد تمكنت قوى الأمن أمس من فض مظاهرات حاشدة وإخلاء ساحة رياض الصلح قرب مقر رئاسة الحكومة من المحتجين.
واستخدمت قوى الأمن ليلا، خراطيم المياه والغاز المدمع لتفريق المتظاهرين الذين حاولوا الاقتراب من مقر رئاسة الحكومة، مما أسفر عن حالات إغماء.
واندلعت مواجهات مساء بين عدد من المتظاهرين والقوى الأمنية في شارع المصارف في وسط بيروت، وأغلق المتظاهرون الطريق بالإطارات المشتعلة، وأسفرت المواجهات عن تحطم واجهة أحد المصارف.
القصر الجمهوري
وفتح الطريق في محيط القصر الجمهوري اللبناني في “بعبدا” بعد أن أغلقه محتجون في وقت سابق، وكانت المنطقة قد شهدت اشتباكات بين المتظاهرين وأفراد الأمن. وقد عمد المتظاهرون إلى قطع عدد من الطرق الرئيسية في البلاد، ومنها الطريق المؤدي إلى منطقة القصر الجمهوري، وطريق المطار.
وفي طرابلس شمالي لبنان، أصيب أكثر من خمسة أشخاص، توفي أحدهم لاحقا متأثرا بجراحه، في إطلاق نار بمحيط مظاهرة، حيث قالت قناة الجديد اللبنانية (خاصة)، إن إطلاق النار على المتظاهرين بطرابلس وقع من قبل مرافقي النائب الأسبق في البرلمان مصباح الأحدب.
كما خرجت مظاهرات غاضبة في الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله أحد أبرز مكونات حكومة الحريري، وتظاهر محتجون أيضا في مدينة النبطية جنوبي البلاد قرب منازل ومكاتب عدد من نواب حزب الله وحركة أمل.
وفي مدينة صور (جنوب) حيث يطغى نفوذ حركة أمل بزعامة رئيس مجلس النواب نبيه بري، هتف متظاهرون ضده، وفق ما قال أحد السكان.
إصابات واعتقالات
وقالت مديرية الأمن الداخلي اللبناني إن 52 من أفرادها أصيبوا بجروح في اشتباكات مع المتظاهرين في عموم البلاد، وأشارت إلى أنها أوقفت 70 شخصا لقيامهم “بأعمال تخريب وإشعال حرائق وسرقة في وسط بيروت”.
وقال الأمين العام للصليب الأحمر بلبنان، جورج كتانة، في تصريحات صحفية إن الصليب الأحمر عالج الجمعة 64 جريحا ونقل 530 حالة ممن لم يتمكنوا من التوجه إلى المستشفيات بسيارات مدنية.
وحذرت السعودية والكويت والإمارات مواطنيها من السفر إلى لبنان، وطلبت وزارة خارجية البحرين من مواطنيها مغادرة لبنان على الفور.
مهلة الحريري
وكان رئيس الحكومة سعد الحريري قد وجه أمس الجمعة كلمة للبنانيين، أمهل فيها من سماهم الشركاء في حكومته 72 ساعة ليقدموا حلا يقنع الشارع والشركاء الدوليين، لإخراج لبنان من أزمته الاقتصادية والمالية.
وعلى وقع المظاهرات التي تطالب حكومته بالاستقالة، اتهم الحريري أطرافا في الحكومة لم يسمها بتعطيل مساعيه للمضي في الإصلاحات، كما عاب على القوى السياسية في لبنان بالانشغال بالمناكفات السياسية وتصفية الحسابات الداخلية والخارجية.
وقد اندلعت المظاهرات غير المسبوقة ليل أول أمس الخميس، بعد إقرار الحكومة ضريبة على الاتصالات عبر تطبيقات الإنترنت، دون أن يؤدي سحب الحكومة قرارها إلى وقف الاحتجاجات.
وأعلنت وزارة التربية تعليق الدوام في المدارس والجامعات اليوم، وحذت جمعية المصارف حذوها بإغلاق البنوك في البلاد.
وتصاعدت نقمة الشارع في لبنان في الأسابيع الأخيرة، جراء غلاء المعيشة الناتج عن تدهور الوضع الاقتصادي، والذي ترافق مؤخرا مع تدهور سعر صرف الليرة في السوق السوداء مقابل الدولار، وسط مؤشرات على انهيار اقتصادي وشيك.
المصدر : (الجزيرة + وكالات)