تونس ــ الرأي الجديد (متابعات)
بلغت قيمة العجز المالي للصيدلية المركزية، العام الماضي، قرابة 200 مليون دينار بسبب ارتفاع كلفة دعم الأدوية المستوردة وانزلاق قيمة الدينار، وفق ما كشفه المدير العام للصيدلية خليل عموس.
وأكد عموس، في تصريح لـ (وات) خلال ندوة حول “ضمان التزود بالأدوية وتحديد الأسعار”، أن قيمة دعم الادوية بلغت العام الماضي 210 مليون دينار، فيما تكبّدت الصيدلية أعباء إضافية بقيمة 150 مليون دينار بسبب انزلاق الدينار.
وقال خليل عموس، إن الصيدلية المركزية واجهت صعوبات مالية كبرى خاصة سنتي 2017 و2018 مع ارتفاع انزلاق قيمة الدينار، ممّا “تسبّب في إحداث أزمة نقص الأدوية وتراجع المخزون الاستراتيجي للأدوية لأقل من ثلاثة أشهر”.
وتابع عموس، أن ارتفاع مستحقّات الصيدلية المركزية تجاه المستشفيات العمومية والتي بلغت 600 مليون دينار هذا العام من الصعوبات التي تواجهها الصيدلية التي بلغت ديونها تجاه المخابر الدولية المصدّرة حوالي 400 مليون دينار حاليا، مشيرا إلى تسجيل تحسّن في الآونة الأخيرة مع ارتفاع قيمة الدينار، مقارنة بالدولار والاورو (1 اورو = 3.15 دينار، و1 دولار = 2.86 دينار).
وأوضح المسؤول، أن وزارة الصحّة أعطت تعليماتها إلى جميع المستشفيات العمومية بوضع الصيدلية المركزية على رأس أولوياتها في استخلاص ديونها من أجل تحسين وضعها المالي لمجابهة الطلبات المتزايدة على الأدوية، مؤكدا أن تزويد السوق بالأدوية يسير بشكل عادي ودون نقص.
كما أوضح عموس، أن نفاد السوق من بعض الأدوية يعود أساسا إلى انخفاض تصنيع بعض الأدوية بسبب نقص المواد الأولية، مشدّدا على أن الصيدلية المركزية تحرص على تشجيع مصنّعي الأدوية في تونس، على مزيد الاستثمار ورفع الإنتاج من أجل تأمين حاجيات السوق من الأدوية، وخفض اللجوء إلى التوريد بالعملة الصعبة الذي يستنزف موارد الصيدلية.
ورغم أنه نفى وجود نية للترفيع في أسعار الأدوية الحياتية، أقرّ عموس بوجود نيّة لتحيين أسعار بعض الأدوية الرفاهية المستوردة، مشيرا إلى أن الصيدلية المركزية ستواصل دعم الأدوية لكن عبر توجيهها لمستحقيها الفعليين.