بسبب تسمية المركب الرياضي بالكرم باسم الباجي قايد السبسي/ تهديدات بالقتل وقضية جنائية: فتحي العيوني وعماد دغيج يوضّحان لـ “الرأي الجديد”
تونس ــ الرأي الجديد / سندس عطية
أكّد رئيس بلدية الكرم، فتحي العيوني، أنه تعرّض الى تهديدات بالقتل بعد تنفيذه لقرار المجلس البلدي المتعلّق بتسمية المركب الرياضي بالكرم باسم الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي.
وأضاف العيوني، في تصريح لـ “الرأي الجديد”، اليوم الاربعاء 11 سبتمبر 2019، أنه تلقّّى بتاريخ 4 سبتمبر الجاري، وفي حدود منتصف النهار، اتّصالا هاتفيا من عماد دغيج، أكد له من خلاله أنه “غير راض بالقرار المذكور”، وتوعّده بالتصدّي لهذا القرار، مبرزا أنه لم يأخذ تصريحات هذا الأخير على “محمل الجدّ”، وفق قوله.
وبيّن فتحي العيوني، أن وفي تمام الساعة السابعة مساء، وفي جنح الظلام، تسلّل 3 أنفار إلى المركب الرياضي بالكرم، مصطحبين معهم علب دهن (des rateaux)، وتولّو طمس بعض الأحرف من إسم الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي، باللون الأسود.
وأكد رئيس بلدية الكرم، أنه بعد ذلك، قام عماد دغيج بإصدار شريط فيديو على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، عرض من خلاله صورة الواجهة الأمامية للملعب والتي تحمل اسم الرئيس الراحل مشوّها، متوعّدا من جديد أنه سيتصدّى لهذا القرار وسيتمّ طمس الاسم كلّما تمّ طلاؤه من جديد.
وأوضح العيوني، أن دغيج هدّده بالقتل من خلال نفس الفيديو، قائلا بالحرف الواحد: “حضّر نفسك للكرتوش”.
وقال العيوني، أنه وعلى إثر ذلك، قام بإعلام السلط الأمنية بهذا الموضوع، ليتمّ إيقاف الأنفار الثلاثة الذين اعتدو على المركب الرياضي، وحال ما تمّت إحالتهم على أنظار النيابة العمومية تمّ إطلاق سراحهم على الفور.
فيما تقدّم فتحي العيوني، بشكاية إلى وكيل الجمهورية بالمحكمة الإبتدائية بتونس، من أجل “التهديد بما يوجب عقابا جنائيا والثلب والقذف والإعتداء على موظّف بالقول والإشارة والتحريض على العصيان المسلّح وتكوين عصابة مفسدين”، فتمّ بعد ذلك إستقدام المدعو “دغيج”، إلى الفرقة العدلية بقرطاج وعرضه على أنظار وكيل الجمهورية، بمحكمة تونس، أين أذن بإحالته على أنظار النيابة العمومية، حيث أمضى يوما في “الجيول”، وتمّ إطلاق سراحه على ذمّة القضية الجنائية.
كما أكد فتحي العيوني، أنه تعرّض إلى تهديدين آخرين ماديين، تمثّل الأوّل في تهشيم بلّور بلدية الكرم، فيما تمثّل الثاني في ضرب أبواب منزله، من قبل 3 أشخاص أيضا.
وعبّر رئيس بلدية الكرم، فتحي العيوني، عن تمسّكه بهذا القرار، وتمسّكه بالقضية، مشيرا إلى أن وزير الشؤون المحلية والبيئة، مختار الهمامي، ورئيس الكنفدرالية التونسية لرؤساء البلديات، عدنان بوعصيدة، إتّصلو به وعبّروا له عن مساندتهم المطلقة في هذا الموضوع.
وأفاد العيوني، أن عددا من مكوّنات المجتمع المدني، وعدد كبير من أهالي الكرم، عبّروا له عن تضامنهم ومساندتهم له، رافضين كلّ أشكال التعدّي على شخصه وعلى مؤسسات الدولة، وفق قوله.
في نفس السياق، نفى عماد دغيج، في إتّصال هاتفي مع “الرأي الجديد”، أن يكون قد هدّد رئيس بلدية الكرم فتحي العيوني، بالقتل، مبرزا أن اللفظ الذي استعمله في الفيديو والذي قال فيه بالحرف الواحد “حضّر روحك للكرتوش”، لفظ عادي جدّا ويستعمل حتّى في العائلات وهو لفظ يعني “قوّة الردّ لكن بالكلام وليس بالفعل”، وفق تعبيره.
كما قال دغيج، أنه لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد، بعمليّة الطمس التي وقعت، على إسم الرئيس الراحل في المركب الرياضي.
وفيما يتعلّق تسمية المركب الرياضي باسم الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي، فقد أكد دغيج أنه لن يسمح له بذلك وسيتصدّى لهذا القرار، مشيرا أنه ليس لديه الحقّ بتغيير إسمه، خصوصا وأن كافة أهالي المنطقة رفضوا هذا القرار “رفضا قاطعا وشاسعا”، معتبرا أن العيوني إتّخذ هذا القرار دون إستشارة الأهالي والقائمين على المنطقة، وفق قوله.
وأضاف عماد دغيج، أنه يجرى التوقيع على عريضة، لسحب الثقة منه، مضيفا أن لديه ثقة تامّة في القضاء، وأنه متأكد أنه سينصفه، حسب تعبيره.
وكانت الكنفدرالية التونسية لرؤساء البلديات، قد نددت بأعمال الشغب والفوضى التي رافقت تنفيذ القرار البلدي، الذي اتّخذه فتحي العيوني، مطالبة الهياكل الامنية بالجهة بفتح تحقيق حول مجريات الاحداث التي تضمنت بالخصوص تهديدات صريحة بالقتل والترويع لرئيس بلدية الكرم وعائلته، وهو ما من شانه أن يهدّد مسار الحكم المحلي ويحكم عليه بالفشل، في غياب وعي جماعي وارادة سياسية لتنفيذ القانون على المخالفين وتحقيق العدالة.
يذكر أن أعوان فرقة الشرطة العدلية بقرطاج، تولّوا ظهر يوم الاثنين الفارط، سماع تصريحات عماد دغيج بخصوص الشكاية التي رفعها ضدّه رئيس بلدية بالكرم فتحي العيوني، الذي اتّهمه بتهديده بالقتل، وبعد استنطاقه، وإعلام النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس بفحوى الأبحاث المجراة معه أذنت بالإبقاء عليه بحالة سراح.