أحداثأهم الأحداثدولي

بعد توجيه المحكمة ضربة قوية لنتنياهو: ما هو مصير إسرائيل؟؟

القدس المحتلة ــ الرأي الجديد (تقرير قسم الأخبار)

أصدرت المحكمة العليا في إسرائيل يوم 8 أفريل، قرارًا بتجميد إقالة رئيس الشاباك، رونين بار، ومنعت تعيين بديل له مؤقتًا، ما اعتبره محللون، منعطفا سياسيا مهما.

لم يكن هذا القرار، مجرد إجراء قضائي، بل مثّل نقطة تحوُّل في صراع عميق يتجاوز الأسماء والمناصب، ليعكس أزمة سياسية وقانونية تتفاقم منذ سنوات، في وقت تواجه فيه إسرائيل حربًا خارجية، وانقسامًا داخليًا قد يهدّد استقرارها.

وجاء قرار المحكمة، كضربة قانونية مباشرة لمحاولة نتنياهو إعادة تشكيل رأس جهاز أمني حساس في توقيت بالغ الخطورة، وهو ما يعكس نزعة متكررة لدى نتنياهو لتفكيك أي رقابة مؤسسية.. كما جمّد محاولة نتنياهو إقالة بار، مما أثار ردود فعل غاضبة في صفوف اليمين الإسرائيلي، وفتح الباب أمام مواجهة دستورية غير مسبوقة.

الأخطر، أنّ قرار المحكمة، منع تعيين أي بديل، يعني أن نتنياهو فقد مؤقتًا القدرة على التأثير المباشر في قيادة الشاباك.

    وحيدا في صراعه ضدّ المحكمة العليا

واللافت أن جذور المعركة تعود إلى إخفاق 7 أكتوبر 2023، وما أعقبه من توتر بين المؤسسة الأمنية والمكتب السياسي، وصولًا إلى تحقيقات “قطرغيت” التي طالت دائرة نتنياهو الضيقة.

بين نتنياهو.. والمحكمة..
في تعقيبه، وصف نتنياهو القرار بأنه “محير وخطير”، بينما اعتبرته المعارضة انتصارًا للديمقراطية، ورأى وزراء اليمين فيه تهديدًا للسلطة التنفيذية، فيما فضح القرار محدودية قدرة نتنياهو على فرض إرادته داخل مؤسسات الدولة، خصوصًا في ظل الرقابة القضائية وتزايد الضغوط الداخلية والدولية.

الصراع بين نتنياهو وبار ليس فقط على خلفية الأداء الأمني، بل يتصل مباشرة بمكانة كل طرف داخل النظام السياسي. ويذكر أنّ علاقة نتنياهو بالأجهزة الأمنية، اتسمت دوما بالتوتر في عدة محطات سابقة، حيث اصطدم مع رؤساء الموساد والجيش، مثل صداماته مع رئيس الموساد يوسي كوهين عام 2020، متهمًا إياهم بالولاء للنخبة القضائية على حساب الحكومة المنتخبة.

ويحاول نتنياهو، في كل هذه المعارضة التي اتسعت ضدّه، كسب الوقت، معتمدًا على الضغط التدريجي والتعبئة السياسية، دون أن يُظهر تصعيدًا مباشرًا قد يضرّه داخليًا أو دوليًا.

انقسامات في الطبقة السياسية
لم تخلُ الساحة السياسية والقانونية من مواقف لافتة على القرار، تعكس حجم التوتر في الدولة.. رئيس المعارضة يائير لبيد وصف القرار بأنه “خطوة حاسمة لإنقاذ الديمقراطية من قبضة نتنياهو”، محذرًا من محاولات قادمة لتجاوز القضاء.

  مع رئيسة المحكمة العليا

في المقابل، هاجم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش القرار، معتبرًا إياه “تدخلًا غير شرعي في صلاحيات الحكومة المنتخبة”.

من جانب قانوني، أشارت القاضية المتقاعدة دوريت بينيش إلى أن “التردد القضائي قد يكون نعمة ونقمة، فهو يحافظ على الاستقرار لكنه يؤجل الحسم في وقت تحتاجه إسرائيل لتوازن قوي”. هذه الآراء تعكس حجم الجدل الذي أشعله القرار في الأوساط السياسية والقانونية.

كما صدرت تصريحات من شخصيات أمنية سابقة كيوفال ديسكين، الرئيس السابق للشاباك، الذي عبّر عن قلقه من محاولات تسييس الجهاز، معتبرًا أن الحفاظ على الحياد الأمني شرط لبقاء إسرائيل كدولة قانون. وأضاف في حديث لإذاعة الجيش: “عندما يصبح تعيين رئيس الشاباك شأنًا سياسيًا صرفًا، تكون الديمقراطية قد تلقت ضربة قاصمة”.

التداعيات على الكيان
وترك الصراع بين نتنياهو وبار، أثرًا واضحًا على الجبهة الداخلية. مظاهرات القدس التي خرجت عقب القرار القضائي أظهرت انقسامًا حادًا في الشارع، بين من يساند القضاء ومن يعتبره جزءًا من “الدولة العميقة” التي تعرقل إرادة الناخبين.

وأبدت الإدارة الأميركية، بقيادة ترامب، انزعاجًا من احتمال تآكل الاستقرار الديمقراطي الذي قد يعيق التنسيق الأمني، بينما حذرت دول أوروبية مثل فرنسا وألمانيا من أن استمرار الأزمة قد يضعف موقف إسرائيل في المحافل الدولية، خاصة مع تصاعد الضغوط حول غزة.

كما أشار محللون في صحيفة “هآرتس” إلى أن يهود الشتات، خاصة في الولايات المتحدة، بدؤُوا يعبرون عن قلق متزايد من التحولات في الداخل الإسرائيلي، معتبرين أن تراجع استقلالية الأجهزة الأمنية سيؤثر سلبًا على دعمهم السياسي والمادي لإسرائيل. في الوقت نفسه، استغلت جهات إقليمية كإيران وحزب الله الانقسام الداخلي لتصويره كعلامة ضعف إستراتيجي.

      عائلته التي تعاني من ألاعيبه

بين القضاء والأمن والسياسة ؟؟
ويرى مراقبون أنه حتى الآن، تبدو المحكمة العليا وكأنها كسبت جولة دفاعية مهمة، لكنها لم تحسم المعركة. نتنياهو يراهن على أن خصومه سيتراجعون تحت ضغط الخوف من انفجار داخلي.

في النهاية، تبقى المعركة اختبارًا لمن يملك اليد العليا: القانون أم السياسة؟ السؤال الحقيقي الآن: هل يستطيع رئيس الحكومة استخدام هذا التردد القضائي والسياسي لصالحه؟ أم إن هذه المعركة ستتحول إلى نقطة بداية لتآكل سلطته؟

من المؤكد، أن إسرائيل دخلت فصلًا جديدًا من اختبار توازن القوى بين الأمن، والقضاء، والسياسة. وباتت محكومة بصراع مزمن بين مؤسساتها، والأيام القادمة ستكشف مآلات هذا الصراع، ومن سيكون الرابح فيه..

إضغط هنا لمزيد الأخبار.

شاهد أيضا :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى