ترامب يتصل بالسيسي: الإعلام الأمريكي يتحدث عن مساومة مصر على التهجير؟ والقاهرة صامتة
القاهرة ــ واشنطن / الرأي الجديد
مع ما تشهده المنطقة العربية من ضجة إثر تكرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حديثه عن تهجير 1.5 مليون فلسطيني إلى مصر والأردن للمرة الرابعة، ورفض القاهرة وعمان رسميا، وتنظيم السلطات الأمنية المصرية مظاهرات رافضة لتلك الخطط أمام معبر رفح المنفذ المصري إلى قطاع غزة، جمع اتصال هاتفي ترامب برئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، السبت.
الاتصال أثار الكثير من الجدل ودفع لطرح العديد من التساؤلات، خاصة مع ما بدا أنه تضارب حول من أجرى الاتصال بالآخر، حيث أكد بيان الرئاسة المصرية أن ترامب من بادر بالاتصال، بينما قال بيان الرئاسة الأمريكية إن السيسي هو من اتصل بترامب.
وقال بيان البيت الأبيض: “يوم السبت، تلقى الرئيس دونالد ترامب اتصالا هاتفيا من الرئيس عبد الفتاح السيسي”، بينما حمل بيان المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية عنوان: “تلقى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، مساء اليوم، اتصالا هاتفيا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب”.
وفي قراءة مراقبين، وإعلاميين بينهم المذيع في “إم بي سي” مصر عمرو أديب، يبدو من البيان المصري الموسع والأمريكي المقتضب، حدوث توافق كبير خلال الاتصال بين ترامب والسيسي، رغم أن البيانين لم يتطرقا لأي حديث حول ملف التهجير.
أكد البيان المصري، أن الاتصال تطرق للحديث عن السلام بالشرق الأوسط، وملف مياه النيل بين مصر وإثيوبيا، لافتا لدعوة السيسي، لترامب وأسرته، بالصيف المقبل لافتتاح المتحف الكبير بالقاهرة، ودعوة ترامب، السيسي، لزيارة واشنطن، دون ذكر موعد للدعوة.
الإعلام المصري يتجاهل
ولم تتطرق الصحف المحلية المصرية ولا الأمريكية إلى ما دار بين ترامب والسيسي، حول ملف تهجير الفلسطينيين، سوى موقع “أكسيوس” الأميركي، الذي كتب خبرا عن اتصال السبت، حمل عنوان: “ترامب يتحدث مع الرئيس المصري بشأن خطة إخلاء الفلسطينيين من غزة”، مشيرا إلى أنهما ناقشا فكرة ترامب لنقل 2 مليون فلسطيني لمصر والأردن لإعادة بناء القطاع.
وهو ما دفع مراقبين، بينهم الكاتب جمال سلطان لطرح التساؤل: لماذا أخفى السيسي عن الشعب المصري هذه المعلومة في بيانه أمس عن اتصاله مع ترامب، وهي أهم وأخطر ما في الموضوع، بل حديث الساعة؟”، فيما أشار إلى أن عدم ذكر ما ما دار عن التهجير، يشير إلى أن “هناك باب موارب، وهناك ما يريب، وهناك ما يقلق فيما يجري بالغرف المغلقة”.
وفي تعليقها على موقف مصر السيسي، من خطة ترامب، قال مجلة “نيوزويك” الأمريكية الجمعة الماضية، إن “العلاقة بين أمريكا ومصر لا شك أنها مهمة، ولكن ما يحدث في غزة لن يبقى في غزة، وقد يدفع الموقف غير المتعاون من القاهرة في نهاية المطاف إلى إعادة تقييم قيمتها”.
ولفتت إلى أن بعض القضايا التي تعاني منها مصر، مشيرة إلى أن “الأزمة الاقتصادية المتفاقمة تزيد الأمور تعقيدا، فمنذ تولى السيسي السلطة، فإنه أشرف على ارتفاع التضخم، والديون المشلولة، والبطالة المرتفعة، كما أن الاستياء الداخلي مرتفع، والاضطرابات الاجتماعية تلوح في الأفق”، معتقدة أن “هذا قد يفتح الباب أمام المساعدات الأمريكية لشراء الولاء المصري المتجدد”.