لماذا يهتم الرئيس الأمريكي باستدامة وقف إطلاق النار في غزة؟ محلل إسرائيلي يكشف الأسباب
القدس المحتلة ــ الرأي الجديد
قال المختص في الشؤون الإسرائيلية، فراس ياغي، إن المرحلتين الثانية والثالثة من اتفاقية وقف إطلاق النار في غزة ترتبطان بالمخطط الشامل للشرق الأوسط، وليس برغبات الائتلاف الحاكم في دولة الاحتلال.
وأضاف ياغي، في حوار صحفي أجري له أمس، أنه “كما كان في حكومة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤيدون لإسرائيل التوراتية، هناك أيضاً من يرون أن مصلحة أمريكا تأتي أولاً، وأن إسرائيل تجرّ أمريكا إلى ما لا يخدم مصالحها، وعلى رأس هؤلاء مبعوث ترامب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف”، وفق ما يرى.
ورأى أن تصريحات ترامب حول تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة “تنطلق من معيارين: الأول، دعم نتنياهو أمام ائتلافه؛ والثاني، تطبيق لخطة صهره (مستشار ترامب الأسبق، جاريد كوشنير)، الذي وضع خارطة للشكل المستقبلي الذي يريده لقطاع غزة”.
وأوضح ياغي أنه “لأجل تنفيذ خطط ترامب في الشرق الأوسط، لا بد من استمرار المرحلة الثانية، حتى لو أدى ذلك إلى سقوط حكومة نتنياهو، خاصة أن ترامب يبحث عن إسرائيل جديدة”.
وأشار إلى أن رئيس حكومة الاحتلال الأسبق، نفتالي بينيت، “هو المفضل لدى ترامب، بالإضافة إلى سلطة فلسطينية جديدة، أي أن إدارة ترامب ليست معنية ببقاء ائتلاف نتنياهو من عدمه، فالخطط الترامبية لها الأولوية مهما كانت النتائج. ولذلك، ومن أجل تحقيق تلك الخطط، فإن إنهاء الحرب على غزة مطلب أمريكي، وبداية التغيير تكمن في استمرار وقف إطلاق النار”، على حد تقديره.
ولفت ياغي إلى أن “هذا لا يعني أن مخططات ترامب قدَرٌ محتوم، فالحرب قد تستمر بطرق متعددة، وليس فقط بالقوة النارية، كما أن جيش الاحتلال الإسرائيلي منهك، وأي حرب يسعى لاستئنافها في أي مرحلة قادمة ستعني احتلالًا دائمًا لقطاع غزة، وهذا أمر غير ممكن، لا من حيث التوجه ولا من حيث القدرة”.
وأعرب عن اعتقاده بأن “المشهد الداخلي الإسرائيلي، بالنسبة للإدارة الأمريكية الحالية، تراجع إلى حد بعيد، فملف المحكمة الجنائية الدولية وملف إيران أهم بكثير من وزير مالية الاحتلال، بتسلئيل سموتريتش، وحزبه. خاصة أن ترامب بدأ فورًا بتنفيذ وعوده بإعادة تزويد إسرائيل بالذخائر والمعدات التي جُمِّدَت خلال فترة بايدن، ورفع العقوبات عن المستوطنين وجمعياتهم، وفوق ذلك كله، دعا إلى التطهير العرقي علنًا، مخالفًا بذلك كل القوانين الدولية، من خلال دعوته إلى تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن وألبانيا”.
ويستدل ياغي على وجهة نظره بالإشارة إلى المتابعة المستمرة والمباشرة للمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، حيث زار محور نتساريم ومعبر كرم أبو سالم، بالإضافة إلى تعيين ترامب مبعوثًا لإيران، وكل ذلك يشير إلى التوجه القادم، وهو إنهاء الحروب العنيفة، وبدء “حروب الصفقات”.