بعد مفاوضات عسيرة وشاقة.. تفاصيل والحيثيات المتعلقة باتفاق وقف إطلاق النار في غزة
الدوحة ــ الرأي الجديد
كشفت معلومات دقيقة، من مصادر إعلامية متطابقة، تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة..
ووفق هذه المصادر، من المتوقع أن يبدأ تنفيذ الصفقة يوم الأحد المقبل بعد 3 أيام تمهيدية، وتمتد مرحلتها الأولى إلى 42 يوما، وتبدأ بإطلاق سراح الدفعة الأولى من الأسرى، وتشمل الإفراج من الجانب الفلسطيني عن المجندات والمرضى وكبار السن.
ومن الناحية العملية، سيتم الإفراج خلال المرحلة الأولى من الاتفاق، عن 33 أسيرا إسرائيليا، في حين ستفرج إسرائيل خلال المرحلة الأولى عن قرابة ألفي أسير، بينهم 250 من ذوي المؤبد، وكذلك من بينهم قرابة ألف من المعتقلين بعد 7 أكتوبر 2023.
تفاصيل إطلاق سراح الأسرى
وحسب ذات المصادر، فقد طالبت إسرائيل بأسرى من خارج فئات المجندات والمرضى وكبار السن، تعتبرهم حماس ضمن فئة جنود الاحتياط، مشيرا إلى أنه تم حل هذه المعضلة بإضافة هؤلاء الأسرى ضمن المرحلة الأولى، مقابل الإفراج عن ألف أسير فلسطيني ممن تم اعتقالهم بعد 7 أكتوبر 2023، وإضافة أعداد أكبر من أصحاب المؤبدات.
لكن إسرائيل تحفظت على إطلاق أسماء كبار الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال خلال المرحلة الأولى، وفق بعض المصادر العليمة..
وخلال المرحلة الأولى سيتم انسحاب جيش الاحتلال من شارع الرشيد (البحر)، مما سيمكن النازحين من العودة إلى منازلهم، إلى جانب فتح معبر رفح لإخراج الجرحى الفلسطينيين بعد أسبوع من بدء الصفقة التي تتضمن كلمة “الهدوء المستدام”.
وتجري حاليا، مفاوضات فلسطينية لمناقشة آلية إعادة تشغيل معبر رفح، وتشكيل “لجنة إدارية توافقية فلسطينية”، لإدارة القطاع بعد الحرب، ولجان فنية بشأن المعبر وعودة النازحين وإدخال المساعدات وإعادة الإعمار وغيرها من الملفات.
معبر رفح والإغاثة والإعمار
وحسب بعض التسريبات من مواطن المفاوضات في الدوحة، فقد اشترطت “حماس” وفصائل المقاومة، تحسين وضع الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال، في ظل الأوضاع المأساوية التي يعيشونها منذ بداية الحرب، إلى جانب انتشال جثامين الشهداء في شمالي غزة.
ويتضمن الاتفاق تشكيل لجنة مصرية قطرية تشرف على عودة النازحين من جنوب القطاع إلى شماله، إضافة إلى أن الانسحاب الإسرائيلي من محور نتساريم، سيكون على مراحل، وسينسحب جيش الاحتلال أيضا من المناطق السكنية إلى حدود غزة بعمق 700 متر.
وستخفف القوات الإسرائيلية وجودها في محور فيلادلفيا، بين قطاع غزة ومصر، ثم ستنسحب منه بشكل كامل لاحقا على مراحل.
ويتضمن الاتفاق موافقة إسرائيل على فتح معبر رفح بين قطاع غزة ومصر، بعد 7 أيام من بدء تطبيق المرحلة الأولى، إضافة إلى بروتوكول إغاثي وإنساني خلال المرحلة ذاتها بإشراف الوسطاء، مع السماح بسفر جرحى قطاع غزة للعلاج في الخارج.
ويشمل الاتفاق استمرار وقف إطلاق النار خلال التفاوض على المرحلة الثانية من الصفقة، مما يقلل احتمالية استئناف إسرائيل الحرب على غزة.
حماس تطالب بضمانات
وطالب حماس بضمانات بوضع جدول زمني محدد لإعادة إعمار ما دمرته الحرب في قطاع غزة، وفق مصادر حمساوية رفيعة المستوى.
وتشن إسرائيل منذ “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر 2023، حربا غير مسبوقة على قطاع غزة، خلفت أكثر من 156 ألف شهيد وجريح – معظمهم أطفال ونساء – وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وفي 7 أكتوبر 2023 نفذت كتائب القسام هجوما كبيرا على قواعد وثكنات ومستوطنات غلاف غزة، وقتلت مئات الجنود والضباط الإسرائيليين.
وكذلك أسرت القسام ما لا يقل عن 240 إسرائيليا، وقد أطلق ما يزيد على 100 منهم خلال هدنة إنسانية مؤقتة في نوفمبر 2023، في حين قُتل العشرات من المحتجزين في غزة بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ أكثر من 15 شهرا.