ترامب يوجه رسالة غير مسبوقة للمرشد الأعلى الإيراني
واشنطن ــ الرأي الجديد
أجاب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بطريقة غير مسبوقة على مداخلة لأحد الصحفيين حول إذا ما كانت لديه رسالة يوجهها إلى المرشد الإيراني خامنئي، ما قد يشابه ما فعله الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون مع الصين.
وجاء هذا التصريح أمام مبنى “الكونغرس” قبل أقل من أسبوعين على تنصيب ترامب رئيسا للمرة الثانية في وقت لاحق من هذا الشهر.
وتأتي هذه التصريحات، في ظل علاقات متوترة بين واشنطن وطهران، حيث يشهد البلدان خلافات عميقة حول العديد من القضايا الدولية، بما في ذلك البرنامج النووي الإيراني ودور إيران الإقليمي.
ولم يوضح ترامب ما إذا كانت رسالته تشير إلى نية لتحسين العلاقات بين البلدين، أم أنها مجرد عبارة دبلوماسية تقليدية.
ترامب وإيران: تركيز كبير
ويتوقع أن تكون سياسة ترامب تجاه إيران محل تركيز كبير خلال فترة رئاسته، خاصة بعد الانتقادات التي وجهها خلال حملته الانتخابية للاتفاق النووي المبرم بين إيران ومجموعة 5+1، والذي وصفه بأنه “غير مجد”.
وذكرت مجلة “فورين بولسي” أن ترامب يُعرف على نطاق واسع، بأنه متشدد بشأن إيران، وهو الذي انسحب من خطة العمل الشاملة المشتركة وأعاد فرض العقوبات الاقتصادية الأمريكية بموجب ما يسمى بحملة الضغط الأقصى، مدعيًا أن إيران تحت مثل هذا الخنق الاقتصادي، ستسعى إلى صفقة “أفضل”.
وأضافت المجلة أن ترامب اتخذ خطوة غير مسبوقة باغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، في جانفي 2020.
ومع ذلك، وعلى الرغم من خطابه القاسي، زعم ترامب مرارًا وتكرارًا أنه لا يسعى إلى تغيير النظام في إيران وأنه يريد أيضًا إقامة علاقات أفضل مع البلاد.
وفي حملته الانتخابية العام الماضي، حدد أيضًا استخدام الأسلحة النووية باعتباره “التهديد الأكبر للعالم”. وأثناء وجوده في منصبه، حاول مرارًا وتكرارًا التحدث إلى قيادة إيران، بما في ذلك محاولة في آب/ أغسطس 2019 للقاء وزير الخارجية الإيراني آنذاك محمد جواد ظريف في فرنسا.
ودّ مع إيران.. بلا نووي
وتكرر ذلك في سبتمبر 2019 مع الرئيس الإيراني آنذاك، حسن روحاني، وبعد ترك منصبه، أعرب ترامب عن اهتمامه بتحويل العلاقات الأمريكية الإيرانية.
وفي أوت الماضي، صرح ترامب قائلا: “لا أتطلع إلى أن أكون سيئًا مع إيران.. سنكون ودودين، لكن لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي”، ولكن هذه الصداقة لم تتحقق خلال فترة ولاية ترامب الأولى لعدة أسباب.
وشبهت المجلة علاقة ترامب بعلاقة الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون بالصين، عندما قام برحلة تاريخية إليها في عام 1972، وقد حقق مع مستشاره الموهوب للأمن القومي، هنري كيسنجر، إنجازا تاريخيا أدى إلى الانفتاح على الصين، التي كانت معزولة ومنفصلة عن الولايات المتحدة لعقود من الزمان.
وأوضحت أن نيكسون بنى جزءا كبيرا من حياته السياسية على معارضة النفوذ الشيوعي ــ وخاصة أثناء فترة ولايته في الكونغرس ونائب الرئيس.